تستعد وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لمحاصرة الفتاوى القادمة من دول المشرق العربي عن طريق العمل على عدم توحيد الفتوى في العالم العربي، خاصة من قبل المشايخ والعلماء الذين باتوا يجيبون على أسئلة المواطن العربي أينما كان، وهو الأمر الذي ترفضه الوزارة من منطلق أن الفتوى وليدة بيئتها وكل بلد عربي يختلف عن الآخر. قال مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف «عدة فلاحي» أن هذا الملتقى الدولي الذي تنظمه الوزارة حول الفتوى وضوابطها، في إطار تظاهرة «تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية2011» في جامعة وهران ماي المقبل، جاء من منطلق أن الفتوى أصبحت حديث العام والخاص، خاصة وأها أصبحت تتسبب في إفلات الضوابط لدى الشعوب وعدم تكريس المرجعية الوطنية كآلية لتوحيد الفتوى في الجزائر. وأكد «فلاحي» أن «الإجماع على فتوى واحدة واستغلالها من قبل وسائل الإعلام من طرف بعض المشايخ من خلال استحداث مواقع إلكترونية يستقبلون من خلالها الفتاوى من قبل جميع الدول الإسلامية يتنافى، مع شروط الفتوى»، مشيرا بالقول «لايمكن أن يعيش المفتي في أقصى الغرب ويدلي بفتاواه لأشخاص في أقصى الشرق»، ومن أجل هذا كله، يؤكد مستشار «غلام الله»، أن الجزائر تعتزم تنظيم مثل هذا الملتقى من أجل «تفادي الوقوع في الفتن وخاصة استخدام وسائل إعلام على مختلف أنواعها، وما أصبح اليوم يعرف بمواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك التي أصبحت مسؤولة عن هذا الأمر، إلى جانب استعمال الهاتف مباشرة على القنوات الفضائية، حيث أنه أصبح وسيلة للعلماء وهو أمر غير معقول»، يضيف «فلاحي»، الذي قال «إن الجزائر تريد من خلال الملتقى محاصرة تأثير وسائل الإعلام على الشعوب العربية، خاصة في الجزائر»، كما يهدف هذا اللقاء أيضا حسب ذات المتحدث إلى «الإسهام في مواجهة فوضى الإفتاء»، التي يعيشها العالم الإسلامي و«التقليل من الخلافات الفقهية»، وكذا «إبراز دور العلماء في الدفاع عن قضايا الأمة ومنع الفتن في المجتمعات الإسلامية». وعن الشخصيات الدينية الدولية التي من المنتظر أن تحضر الملتقى قال «فلاحي» إن «الوزارة لم تضبط بعد قائمة لكنها تحضر لأسماء دينية ثقيلة حتى يعطى للملتقى طابعا دوليا مميزا ويحظى أخيرا بالخروج باتفاق وبيان يمكن من خلالها الاعتماد عليه في الفتاوى العربية والاتفاق على مبدأ الفتوى حسب البيئة والمجتمع»، ويشارك في هذا اللقاء إضافة إلى العلماء الجزائريين عدد من العلماء من مصر وسوريا والمملكة العربية السعودية وغيرها، سيعكفون خلال ثلاثة أيام على دراسة "الإشكالية الكبيرة" التي تواجه المجتمعات الإسلامية اليوم والمتمثلة في «خروج الفتوى عن الضوابط والقواعد»، التي سطرها العلماء والسلف، يضيف ذات المصدر. ويرتكز هذا المؤتمر على ثمان محاور أهمها «الفتوى... حقيقتها وضوابطها وأهميتها» و«مناهج الإفتاء» و«الفتوى عبر وسائل الإعلام» و«آثار العولمة على الفتوى» و«الفتوى في الجزائر»، وغيرها من المحاور الأخرى.