لم يبق من منافسة كأس الجزائر لهذا الموسم إلا المحطة ما قبل الأخيرة لمعرفة من سينشط النهائي لهذا الموسم الكروي ، محطة نصف النهائي التي عرفت تأهل أربعة أندية من العيار الثقيل ، والتي تعودت على حمل هذه الكأس أكثر من مرة، لهذا فإن مباراتي اليوم ستكونان ناريتين وعلى صفيح ساخن جدا ، ولن يرضى أي ناد بالخروج من الباب الضيّق ، بل سيكون التنافس فوق البساط الأخضر ، وعلى دكة الاحتياط وحتى على مدرجات الملعب بين مناصري الفرق الأربعة . ستكون 500 دقيقة على أكثر تقدير هي الأصعب على لاعبي كل من وفاق سطيف ، شبيبة القبائل ، مولودية وهران وأخيرا اتحاد الحراش الكل حضر واستحضر ما خفي من الحروب التكتيكية لحسم الصراع الكروي لصالحه وفي الوقت الرسمي ، والأكيد أن مباريات اليوم ستعرف خطف أنظار عشاق الكرة المستديرة في كل أقطاب الوطن.
بذكريات الماضي والأمجاد التي كتبها نجوم الكرة الوهرانية والقبائلية والتي أفرحت مناصري الفريقين وكتبت أسماءهم بحروف من ذهب ، «أبناء الحمري» حققوا الأهم خلال هذا الموسم بعد غياب طويل عن المربع الذهبي ، ولم يكن الطريق مفروشا بالورود بل العكس تماما ، أين تمكن أشبال المدرب «شريف الوزاني» من إزاحة أندية كبيرة من الأدوار السابقة على غرار الجار «جمعية وهران» وكذا عميد الأندية الجزائرية «مولودية الجزائر» ليكون المنافس هذه المرة هو شبيبة القبائل التي التقى به من قبل في أكثر من منافسة وخاصة في كأس الجزائر، ومن الأمور الغريبة أن من يتأهل منهما يتوج بالسيدة الكأس، كما حدث سنة1986 لشبيبة القبائل ، والأكيد أن لاعبي المولودية الوهرانية لن يتنقلوا إلى عاصمة "جرجرة" لتسليم تأشيرة التأهل على طبق من ذهب لرفقاء الهداف «حميتي» بل لتأكيد أن من أقصى العميد وبقية الأندية الأخرى باستطاعته مواصلة المشوار بنفس العزيمة ، والإرادة للوصول إلى المحطة النهائية ولما لا التتويج بالكأس الخامسة في تاريخ النادي الوهراني، من جانب آخر فإن الكناري أو كما يحلو لمناصريه بتسميته «أسود جرجرة» أمام فرصة العمر أين تحقق التأهل إلى النهائي التاسع في مشوار النادي القبائلي ، كما أنها الفرصة أيضا لتحقيق هذا التأهل فوق ميدانه وبين أنصاره الذين قاطعوه منذ انطلاقة الموسم الكروي، وأيضا للعمل على التتويج بالكأس الخامسة كذالك بالرغم من أن المهمة لن تكون سهلة لأن المنافس اسمه «مولودية وهران» صاحب الاختصاص هو الآخر في السيدة الكأس ، وما يقال عن هذه المباراة أنها لن تعرف الحسم في التسعين دقيقة بل قد يفصل فيها بالضربات الترجيحية كما حدث سنة 1986 بعد انتهاء المباراة بالتعادل الايجابي هدف لمثله. المباراة الثانية والتي ستجمع بين النادي العاصمي «اتحاد الحراش»وصاحب الاختصاص الأول في السيدة الكأس «وفاق سطيف» الأكثر متعة وإثارة وتشويقا لأن كل المباريات التي جمعت بينهما لها نكهة خاصة ، ويعتبر «اتحاد الحراش» الشبح الأسود للفريق السطايفي فقد حرمه أكثر من مرة بالتتويج باللقب أو التأهل إلى الأدوار المتقدمة من كأس الجزائر كما أن هذه المباراة ستكون فرصة لأشبال المدرب "شارف" لتأكيد أن الفوز الأخير على النسر الأسود لم يكن من باب الصدف أو لأن الوفاق يعيش مشاكل داخلية بل لان الاتحاد من الأندية القوية والتي يحسب لها ألف حساب وتقهر الأندية الكبيرة ، وسيستغل الفريق الحراشي عاملي الجمهور والملعب لمواصلة المشوار في السيدة الكأس والوصول إلى الدور النهائي والعمل على التتويج بالكأس الثالثة ، فإن كانت هذه معطيات نادي الاتحاد فإن العكس تماما لدى صاحب التاج الأخير «وفاق سطيف» الذي عاش أزمة حقيقية بعد هزيمة الثلاثاء الماضي أين سحب البساط من تحت أرجل المدرب الإيطالي "ديلاكازا" والاستنجاد بالفلسطيني "حاج منصور" وكذا إبعاد اللاعب "بلقايد" وتشديد اللهجة مع بقية اللاعبين ، ولا تنتهي مشاكل الوفاق عند هذا الحد فقط بل امتدت إلى غياب أبرز لاعبيه في هذه المواجهة وخاصة الثنائي " حاج عيسى، حماني" لكن ما يعرف عن الوفاق أنه يتمكن بسهولة من العودة من بعيد وقلب كل الموازين بعد أي عاصفة تضرب بيت الفريق فهل ستكون هذه المرة من مباراة «اتحاد الحراش» أم أن هذا الموسم يخرج منه الوفاق السطايفي صفر اليدين ، وهو ما يجعل هذه المباراة كما أشرنا إليه من قبل أنها المباراة الأكثر تشويقا وإثارة .