تكبّدت الشركة المصرية «أوراسكوم تيليكوم» خسائر إجمالية بقيمة 178.8 مليون دولار خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من 2010 بحسب أحدث الأرقام التي كشفت عنها المجموعة، لكن الغريب في الأمر هو اتهام مسؤوليها للجزائر بالوقوف وراء تراجع حجم إيراداتها على غرار ما جاء على لسان المدير التنفيذي للشركة الذي وصف ظروف العمل في بلادنا ب «العدائية». أشارت المجموعة المصرية «أوراسكوم تيليكوم» إلى أن وحدتها في الجزائر «جيزي»، التي تُعتبر أكبر مصدر لدخل الشركة الأم، سجلت تراجعا نسبيا في إيراداتها الإجمالية للعام الماضي بنسبة وصلت 6.5 بالمائة، بعد أن توقف حجمها عند مستوى 1.747 مليار دولار، فيما بلغت إيرادات هذا المتعامل بالكامل 3.8 مليار دولار، كما قدّر هامش أرباحها قبل خصم الفائدة والاستهلاك والإهلاك بحوالي 41.4 في المائة. وتُفيد الأرقام التي تناولتها وكالات الأنباء أمس بكثير من الاهتمام أن «أوراسكوم تيليكوم» حقّقت خسارة صافية في الربع الأخير من العام 2010 بقيمة 178.8 مليون دولار، وفي المقابل تضرّرت أرباح الشركة في هذه الفترة أيضا من خسائر انخفاض قيمة الأصول المتصلة باستثمارها في ناميبيا وكذا استثماراتها في شركة «ميدكابل» للكابلات البحرية عبر المتوسط في الجزائر بحسب الأرقام الرسمية للمجموعة. وبحسب تحليلات بعض الخبراء فإن نتائج الشركة في الربع الرابع جاءت أقل من التوقعات التي ذهبت إلى تقدير ربح صافي بقيمة 86.03 مليون دولار في المتوسط، حيث توقّعوا أن تعكس الشركة خسارة 46.4 مليون دولار في الفترة نفسها من عام 2009، ولذلك اعتبرت محللة شؤون الاتصالات، «سالي جرجس»، في تصريح لوكالة «رويترز» أن «الأرباح الصافية لم تكن موافقة لتوقعاتنا. وكنا توقعنا ربحا صافيا 56 مليون دولار»، وأشارت إلى أن «خسائر انخفاض قيمة الأصول بلغت إجمالا 128 مليون دولار..ومن ثم كان الخسارة الصافية». وفي خطوة من المجموعة من أجل تبرير هذا التراجع النسبي، لم يتوان الرئيس التنفيذي للمجموعة، «خالد بشارة»، في توجيه أصابع الاتهام إلى الجزائر بعدما قال في بيان رسمي إن «أغلبية عملياتنا أظهرت نموا قويا ومستقرا»، واستطرد في هذا الشأن «لكن الوحدة الجزائرية..وبسبب أجواء التشغيل العدائية بصورة متسقة شهدت انخفاضا في الإيرادات..بالمقارنة بنهاية عام 2009».