أعاد أمس طلبة النظامين القديم والجديد «أل.أم.دي» ومهندسو الدولة بالمدارس الوطنية العليا التجمع أمام مقر البريد المركزي في حدود الساعة العاشرة صباحا، وقد انقسم الطلبة بين السير نحو قصر الحكومة وباتجاه قصر الرئاسة بالمرادية محاولين كسر حضر المسيرات بالعاصمة. وفي هذا السياق شهدت أمس الجزائر الوسطى حضور الآلاف من الطلبة الجامعيين من جميع أنحاء الوطن استجابة لدعوة اللجنة الوطنية للطلبة الأحرار، التي قررت عبر صفحة مخصصة على مستوى موقع التواصل الاجتماعي «فايس بوك» تنظيم مسيرة طلابية حاشدة بالجزائر العاصمة عن طريق نشر الإعلانات و«تجنيد طلبة»، وبالمقابل سُجل توافد عدد كبير من مركبات الأمن الوطني وقوات حفظ النظام العام، وقال الطلبة في لقاء مع «الأيام» أنه تعرض ما لا يقل عن 60 طالبا وطالبة بجروح متفاوتة الخطورة نُقلوا على إثرها إلى المستشفى الجامعي مصطفى باشا لتلقي العلاج اللازم، وأكدوا أن هذه الإصابات جاءت نتيجة للتدافع الطلابي الكبير لمحاولة السير نحو قصر الرئاسة، حيث منعتهم قوات حفظ النظام العام من بلوغ الباب الرئيسي على الرغم من المبررات التي قدموها، حيث أوضح الطلبة أنهم يريدون إيصال الرسالة إلى الرئيس «بوتفليقة»، وكشف واقعهم المزعج الذي طال أمده كما أنهم حملوا أرضية المطالب التي لم تحققها وزارة التعليم العالي بعد –حسبهم-. ومن جانب آخر قال ممثلون عن المجموعة الثانية من الطلبة الذين حاولوا السير نحو قصر الحكومة ل«الأيام» قرب البريد المركزي أنهم مستاؤون من حرمانهم من تنظيم مسيرة طلابية والتعبير عن انشغالاتهم التي لم تجد طريقا إلى الحل على الرغم من مرور أزيد من شهرين بدون دراسة، مُحملين السلطات الوصية في الوقت ذاته مسؤولية ضياع مستقبل الطلبة الجامعيين والاتجاه نحو سنة بيضاء نتيجة للإضرابات المتكررة، كما أبدوا تذمرا لما وصفوه ب«الحصار» أمام مدخل جامعة الجزائر1. وبالمقابل أضاف بعضهم أن وزير التعليم العالي وبالبحث العلمي «رشيد حراوبية» لجأ إلى ما أسموه ب«شراء» بعض الطلبة لتمثيل البقية وهو ما زاد الوضع تأزما، حيث تبرؤوا جميعا من هؤلاء الممثلين، وقدموا اقتراحات تفيد بإعادة الاعتبار للطلبة الجامعيين عن طريق اتخاذ قرارات جادة ومسؤولة من شأنها إعادة المياه إلى مجاريها، وللإشارة فقد نشبت بعض المواجهات الخفيفة بين الطلبة المحتجين وقوات حفظ النظام العام، أسفرت عن إصابة بعض الطلبة بجروح متفاوتة وهو ما دفعهم إلى تحويل المطالب البيداغوجية العلمية إلى الانشغالات السياسية و«تغيير النظام»، حيث رددت شعارات مناهضة لنظام الحكم في الجزائر والمطالبة بتشبيب الحكومة وطرد بعض الوزراء الذين سجلوا عجزا في تسيير دوائرهم الوزارية، كما حدث مد وجزر بين الطلبة وأعوان حفظ النظام العام، خاصة في وقت تفرق الطلبة وتوجههم نحو محطة حافلات نفل الطلبة ب«تافورة».