(تابع) ... كنت أنا أيضا أظن ذلك إلى أن التقيت يوما "سي رابح " هذا الأستاذ الجامعي ..وابن الشهيد . و قد حكى لي بمرارة عن هذه الساعة .. التي كانت تحيا في دوران عقاربها الدائم والمستمر ..ولكن حياتها توقفت في الساعة الصفر من ليلة أول نوفمبر سنة ألف وتسعمئة وأربعة وخمسين ,عندما أطلق عليها احد المجاهدين الجزائريين رصاصة أسكنت النبض فيها ..مات الزمن فيها وحيت الحرية في قلب من رماها بالرصاص . ...لأنه كغيره من الجزائريين قد أعلنوا انطلاق واندلاع الثورة التحريرية وجاءت الحرية محلقة وقد أوشك المستعمر على أن يكسر جناحيها –اجل هكذا قال" سي رابح " الذي تحسر أمامي لأنه جاء من قضى عليه بنزعه من مكانه بحجة أشغال الطرق وحتمية المدنية .و التحضر .قال حينها :( لقد مات في هؤلاء الضمير وتخربت فيهم الذاكرة " وتوقف عن الكلام .." -أتعلم يا"أسعيد " أن "سي رابح " ذكرني بقائد من قادة جيش مملكتنا ..كان للملكة ذاكرتها ..وللجيش إرادته ..ويحارب بسيفه و يراعه ..فقط لأنه أحب موطنه بصدق ..مثلما أحبه أبوه الطبيب الذي مات في ميدان المعركة واقفا ..ولأنه أيضا يريد أن يؤدي واجبه في الميدان كما أداه من رحلوا ".. -إذن يا "سيغورني" أوصيك أن تتأملي تقاسيم وجهه لتأخذي منها الكثير ..فإنه يأتيك باستمرار وهو أستاذ جامعي بهذه المدينة ..وإذا كانت الساعة الكبيرة قد توقفت بالحروش واستهدفت قبل سنوات ..فإنه لا يأتي إليك إلا لأنه يعتقد أن ماءك يا عين الفوارة لن يتوقف أبدا " مثلما لا يتوقف حبه لوطنه وإجلاله للشهداء الذين وهبوا أنفسهم لهذا الوطن ..وأبوه واحد منهم .. -سيكون له ذلك يا عزيزي ..فمثلما يتنقل باستمرار بين الحروش وسطيف ..انتقلت أنا من تلك المدينة " –الحروش- " إلى-سيتيفيس- قبل سنوات طويلة .. وهذا قاسم مشترك أكبر ...ووصلنا المدينة حين المساء .. وعجلات العربة تلتهب وتدك الأرض دكا, توري قدحا ملتهبا يزين السمرة التي طبعت وجه ذاك المساء .. -وميشال جنبك . -اجل طوال الطريق كان جنبي ..لكن لما دنونا من أسوار المدينة قام من مكانه وأرسل بنظره صوبها و قد بدت مساكنها المتناثرة ..وعلت وجهه كآبة خرساء ..وسالت من عينيه دمعتان ملتهبتان شوقا وحنينا لموطن حبيبته "ليلى" ولقد انفطر قلبي لحاله ..وكان لا يدري بذلك طبعا ..وتمتم بكلمات لم أفهمها ..لكنني عرفت معناها .. -ومن منا لا يحن إلى موطن حبيبه يا "أسعيد" فقد بكى قبلنا قيس وجميل وولادة ..وبكى أيضا ..شكسبير ..وطاغور..وذو الشيب الصغير " -..مرة أخرى تذكرين ذا الشيب الصغير ..وهل ارتحل عن حبيبته حتى يحن إلى أطلالها ؟ -لا تصدق إن قلت لك أن بينه وبينها جدار ..فحسب, لكن الذي رحل عنهما هو القمر الذي ينير دروب حبهما ..الذي تبرعم وازهرّ في شتاء بارد ..وذبل وأضمحل في ربيع مزهر .. -آه يا "سيغورني" ما عدت أفهمك ..وما صرت اصبر عن لقائه..أين يمكن أن يكون الآن ..يجب أن ألتقيه .. يوما ما ستلتقيه يا "اسعيد" فلا تستبق الأحداث -لا عليك. وكيف دخلتم المدينة -.سيتيفيس -؟ -دخلناها ..انا و"ميشال " كعصفورة مصلوبة وأسد جريح ..النبع الذي شهد أول لقاء بينه و بين حبيبته ليلى هو النبع الذي جمع بيني و بين "حبيبي " المصلوب الذي لا أعرف أين هو الآن !؟ -تقصدين أن البحار "ميشال " وضع التمثال قرب النبع ورجع "ّ؟ -قبل أن ندرك النبع ..كان "ميشال واقفا و العربة تسير ..كان يتأمل الشوارع بدقة . وهي التي سار فيها يوما رفقة حبيبته ..و ينظر إلى البنايات ..ويسائل الشرفات عن "ليلاه" لكن هيهات أن تكلمك الأطلال يا عزيزي ..فلو كانت الأطلال مجبرة على المكان الذي رحل إليه الأحبة لكلمت قبله "قيس" ..ويحضرني اللحظة قول ذي الشيب الصغير باكيا حبيبته واقفا بالأطلال : الجرح جرحي و الدموع مترجم *** و الشعر زادي والقريض مواسم رحل الذين نحبهم وتغربوا *** والقصد مجهول فمن ذا يعلم ورجعت للأطلال ألمح قفرها *** والصخر من ألمي أنا يتألم ولا أريد يا أسعيد أن أكمل قصيدته لأنك ستسمعها منه في إحدى أمسياتكم الشعرية بناديكم الأدبي .. -أخّاه عليك يا "سيغورني " مازلت تلهبين النار في صدري ولا تطفئينها ..اهو من قال هذا ..لله دره ..إنه ينطق على لساني .. -بل على ألسنة كل الذين أحبوا ..أوفوا..غدروا..فتدفقوا شعرا ..وتوشحوا صبرا , مثلما كان- ميشال- يبدو صابرا ونار الشوق والحنين تضطرم في أحشائه . ودنونا من المنبع ..من العين التي لا تنضب ..وقبل أن ينزلني مع مساعديه من العربة ..راحت دوائر تنهيداته تشكل حلقة من حزن وأسى في عنق المدينة ..ونظر يمينه فإذا هو "المسجد الجامع العتيق"..الذي كان ينبعث منه الآذان فترتعد منه فرائسه ويحس بأنه ليس مجرد كلام .. إنما هو دعوة إلى عوالم الخير والفضيلة والنجاح ..بل شهادة على سعادته الباطنية الكامنة بين ثناياه *تذكر حبيبته "ليلى" التي كان كلما فكر في الخلوة بها .ولو عن حسن نية تقول له أ ن هناك من يرانا .. وتذهب في اليوم خمس مرات للقائه ..إنه الله يا "ميشال ". ثم نظر شماله فإذا هي بناية مرممة ..بيت حبيبته..هنا ولدت ..هنا تربت ..هنا عرفتها هنا كانت تنام محتضنة صورتي بلباسي العسكري .هنا .هنا. هنا... يسمعه مساعدوه وهو يردد هذه الكلمة ..فيعجبون لأمره ..فيعود ليستجمع إرادته ثانية .. -أشار" أسعيد " بإصبعه إلى العمارة التي كانت تقابله والتي كان ميشال قبله بعشرات السنين يكلمها وقال "سيغورني" أهنا كانت تسكن "ليلى"؟ أجل هذا هو مسكنها ..وهل تعرف عنه شيئا ؟ -نعم ..نعم..لقد كنت أنا وجدتي كلما مررنا من هنا نقف أمامه نتأمله كثيرا وتقول "يا حسرتاه على زمان كانت فيه صديقتي العزيزة "ليلى " تضيء هذا البيت وتذرف بعضا من أدمعها الباردة ..وأخبرتني بعد إلحاحي المستمر على سر بكائها .. ومن تكوت " ليلى" هذه فقالت وقد ارتعشت فريستها : "ليلى يا حفيدي قطعة من نور ..وطيبة..وكومة من مشاعر وأحاسيس رقيقة..تعارفنا ونحن صبيتان ..وتآلفنا ونحن شابتان يافعتان ..وتزوجت من جدك " سي الحسين" وباعدني عنها المكان وما علمت من أمرها شيئا إلا بعد مرور بضع سنين عندما قالت لي جارتي يوما أن عائلة سي الطيب قد رحلت ولا احد يعرف لماذا ..ولا أين ولا كيف ولا متى؟ رحلت ليلى و في صدرها حرقة عليه ..وفي عيونها صورته.. -من هذا الذي رحلت وهو في صدرها ..وعيونها ؟؟.. -وما لك أنت تسال عن كل شيء يا حفيدي ... قالت "سيغورني" .. ..ولما وضعوني ..وسرت مياه النبع تحت عرشي وانفلقت أربعة عيون ..دار "ميشال" حولي سبعة أشواط .. والكل مبهوت متعجب ..ثم وقف أمامي ..وكنت مستقبلة القبلة ... وكان مستقبلا المسجد الجامع العتيق ..نظر في جسدي العاري مليا بقلبه لا بعينيه ...وقال "هل يتاح لي أن أعود إليك مرة أخرى أيتها المصلوبة التي في عريها طهر وفي غربتها وطن ..وفي..وفي...وفي ..ثم تراجع إلى الخلف خطوتين ..وتقدم ثلاث خطوات ومد يديه الناعمتين وشرب حفنة ماء .. وبخ شعره الذهبي وسالت من عينيه دمعتان يتيمتان واستدار صوب العربة ..سار نحوها ..نظر إلى بيت "ليلى" شد على أسنانه العاجية وهمّ بالركوب , وضع رجله اليمنى على ظهر العربة يسمع فجأة نداء ينبعث من شرفة العمارة التي سكنتها حبيبته الراحلة .. فيستدير نحو مصدر الصوت وإذا بها.....!يتبع (تابع) ... كنت أنا أيضا أظن ذلك إلى أن التقيت يوما "سي رابح " هذا الأستاذ الجامعي ..وابن الشهيد . و قد حكى لي بمرارة عن هذه الساعة .. التي كانت تحيا في دوران عقاربها الدائم والمستمر ..ولكن حياتها توقفت في الساعة الصفر من ليلة أول نوفمبر سنة ألف وتسعمئة وأربعة وخمسين ,عندما أطلق عليها احد المجاهدين الجزائريين رصاصة أسكنت النبض فيها ..مات الزمن فيها وحيت الحرية في قلب من رماها بالرصاص . لأنه كغيره من الجزائريين قد أعلنوا انطلاق واندلاع الثورة التحريرية وجاءت الحرية محلقة وقد أوشك المستعمر على أن يكسر جناحيها –اجل هكذا قال" سي رابح " الذي تحسر أمامي لأنه جاء من قضى عليه بنزعه من مكانه بحجة أشغال الطرق وحتمية المدنية .و التحضر .قال حينها :( لقد مات في هؤلاء الضمير وتخربت فيهم الذاكرة " وتوقف عن الكلام .." -أتعلم يا"أسعيد " أن "سي رابح " ذكرني بقائد من قادة جيش مملكتنا ..كان للملكة ذاكرتها ..وللجيش إرادته ..ويحارب بسيفه و يراعه ..فقط لأنه أحب موطنه بصدق ..مثلما أحبه أبوه الطبيب الذي مات في ميدان المعركة واقفا ..ولأنه أيضا يريد أن يؤدي واجبه في الميدان كما أداه من رحلوا ".. -إذن يا "سيغورني" أوصيك أن تتأملي تقاسيم وجهه لتأخذي منها الكثير ..فإنه يأتيك باستمرار وهو أستاذ جامعي بهذه المدينة ..وإذا كانت الساعة الكبيرة قد توقفت بالحروش واستهدفت قبل سنوات ..فإنه لا يأتي إليك إلا لأنه يعتقد أن ماءك يا عين الفوارة لن يتوقف أبدا " مثلما لا يتوقف حبه لوطنه وإجلاله للشهداء الذين وهبوا أنفسهم لهذا الوطن ..وأبوه واحد منهم .. -سيكون له ذلك يا عزيزي ..فمثلما يتنقل باستمرار بين الحروش وسطيف ..انتقلت أنا من تلك المدينة " –الحروش- " إلى-سيتيفيس- قبل سنوات طويلة .. وهذا قاسم مشترك أكبر ...ووصلنا المدينة حين المساء .. وعجلات العربة تلتهب وتدك الأرض دكا, توري قدحا ملتهبا يزين السمرة التي طبعت وجه ذاك المساء .. -وميشال جنبك . -اجل طوال الطريق كان جنبي ..لكن لما دنونا من أسوار المدينة قام من مكانه وأرسل بنظره صوبها و قد بدت مساكنها المتناثرة ..وعلت وجهه كآبة خرساء ..وسالت من عينيه دمعتان ملتهبتان شوقا وحنينا لموطن حبيبته "ليلى" ولقد انفطر قلبي لحاله ..وكان لا يدري بذلك طبعا ..وتمتم بكلمات لم أفهمها ..لكنني عرفت معناها .. -ومن منا لا يحن إلى موطن حبيبه يا "أسعيد" فقد بكى قبلنا قيس وجميل وولادة ..وبكى أيضا ..شكسبير ..وطاغور..وذو الشيب الصغير " -..مرة أخرى تذكرين ذا الشيب الصغير ..وهل ارتحل عن حبيبته حتى يحن إلى أطلالها ؟ -لا تصدق إن قلت لك أن بينه وبينها جدار ..فحسب, لكن الذي رحل عنهما هو القمر الذي ينير دروب حبهما ..الذي تبرعم وازهرّ في شتاء بارد ..وذبل وأضمحل في ربيع مزهر .. -آه يا "سيغورني" ما عدت أفهمك ..وما صرت اصبر عن لقائه..أين يمكن أن يكون الآن ..يجب أن ألتقيه .. يوما ما ستلتقيه يا "اسعيد" فلا تستبق الأحداث -لا عليك. وكيف دخلتم المدينة -.سيتيفيس -؟ -دخلناها ..انا و"ميشال " كعصفورة مصلوبة وأسد جريح ..النبع الذي شهد أول لقاء بينه و بين حبيبته ليلى هو النبع الذي جمع بيني و بين "حبيبي " المصلوب الذي لا أعرف أين هو الآن !؟ -تقصدين أن البحار "ميشال " وضع التمثال قرب النبع ورجع "ّ؟ -قبل أن ندرك النبع ..كان "ميشال واقفا و العربة تسير ..كان يتأمل الشوارع بدقة . وهي التي سار فيها يوما رفقة حبيبته ..و ينظر إلى البنايات ..ويسائل الشرفات عن "ليلاه" لكن هيهات أن تكلمك الأطلال يا عزيزي ..فلو كانت الأطلال مجبرة على المكان الذي رحل إليه الأحبة لكلمت قبله "قيس" ..ويحضرني اللحظة قول ذي الشيب الصغير باكيا حبيبته واقفا بالأطلال : الجرح جرحي و الدموع مترجم *** و الشعر زادي والقريض مواسم رحل الذين نحبهم وتغربوا *** والقصد مجهول فمن ذا يعلم ورجعت للأطلال ألمح قفرها *** والصخر من ألمي أنا يتألم ولا أريد يا أسعيد أن أكمل قصيدته لأنك ستسمعها منه في إحدى أمسياتكم الشعرية بناديكم الأدبي .. -أخّاه عليك يا "سيغورني " مازلت تلهبين النار في صدري ولا تطفئينها ..اهو من قال هذا ..لله دره ..إنه ينطق على لساني .. -بل على ألسنة كل الذين أحبوا ..أوفوا..غدروا..فتدفقوا شعرا ..وتوشحوا صبرا , مثلما كان- ميشال- يبدو صابرا ونار الشوق والحنين تضطرم في أحشائه . ودنونا من المنبع ..من العين التي لا تنضب ..وقبل أن ينزلني مع مساعديه من العربة ..راحت دوائر تنهيداته تشكل حلقة من حزن وأسى في عنق المدينة ..ونظر يمينه فإذا هو "المسجد الجامع العتيق"..الذي كان ينبعث منه الآذان فترتعد منه فرائسه ويحس بأنه ليس مجرد كلام .. إنما هو دعوة إلى عوالم الخير والفضيلة والنجاح ..بل شهادة على سعادته الباطنية الكامنة بين ثناياه *تذكر حبيبته "ليلى" التي كان كلما فكر في الخلوة بها .ولو عن حسن نية تقول له أ ن هناك من يرانا .. وتذهب في اليوم خمس مرات للقائه ..إنه الله يا "ميشال ". ثم نظر شماله فإذا هي بناية مرممة ..بيت حبيبته..هنا ولدت ..هنا تربت ..هنا عرفتها هنا كانت تنام محتضنة صورتي بلباسي العسكري .هنا .هنا. هنا... يسمعه مساعدوه وهو يردد هذه الكلمة ..فيعجبون لأمره ..فيعود ليستجمع إرادته ثانية .. -أشار" أسعيد " بإصبعه إلى العمارة التي كانت تقابله والتي كان ميشال قبله بعشرات السنين يكلمها وقال "سيغورني" أهنا كانت تسكن "ليلى"؟ أجل هذا هو مسكنها ..وهل تعرف عنه شيئا ؟ -نعم ..نعم..لقد كنت أنا وجدتي كلما مررنا من هنا نقف أمامه نتأمله كثيرا وتقول "يا حسرتاه على زمان كانت فيه صديقتي العزيزة "ليلى " تضيء هذا البيت وتذرف بعضا من أدمعها الباردة ..وأخبرتني بعد إلحاحي المستمر على سر بكائها .. ومن تكوت " ليلى" هذه فقالت وقد ارتعشت فريستها : "ليلى يا حفيدي قطعة من نور ..وطيبة..وكومة من مشاعر وأحاسيس رقيقة..تعارفنا ونحن صبيتان ..وتآلفنا ونحن شابتان يافعتان ..وتزوجت من جدك " سي الحسين" وباعدني عنها المكان وما علمت من أمرها شيئا إلا بعد مرور بضع سنين عندما قالت لي جارتي يوما أن عائلة سي الطيب قد رحلت ولا احد يعرف لماذا ..ولا أين ولا كيف ولا متى؟ رحلت ليلى و في صدرها حرقة عليه ..وفي عيونها صورته.. -من هذا الذي رحلت وهو في صدرها ..وعيونها ؟؟.. -وما لك أنت تسال عن كل شيء يا حفيدي ... قالت "سيغورني" .. ..ولما وضعوني ..وسرت مياه النبع تحت عرشي وانفلقت أربعة عيون ..دار "ميشال" حولي سبعة أشواط .. والكل مبهوت متعجب ..ثم وقف أمامي ..وكنت مستقبلة القبلة ... وكان مستقبلا المسجد الجامع العتيق ..نظر في جسدي العاري مليا بقلبه لا بعينيه ...وقال "هل يتاح لي أن أعود إليك مرة أخرى أيتها المصلوبة التي في عريها طهر وفي غربتها وطن ..وفي..وفي...وفي ..ثم تراجع إلى الخلف خطوتين ..وتقدم ثلاث خطوات ومد يديه الناعمتين وشرب حفنة ماء .. وبخ شعره الذهبي وسالت من عينيه دمعتان يتيمتان واستدار صوب العربة ..سار نحوها ..نظر إلى بيت "ليلى" شد على أسنانه العاجية وهمّ بالركوب , وضع رجله اليمنى على ظهر العربة يسمع فجأة نداء ينبعث من شرفة العمارة التي سكنتها حبيبته الراحلة .. فيستدير نحو مصدر الصوت وإذا بها.....! يتبع