استلمت الجزائر عتادا جد متطور سيستعمل من الآن فصاعدا في مكافحة التلوث البحري وإنقاذ أرواح الأشخاص، حسب ما أعلن عنه بسكيكدة قائد الواجهة البحرية الشرقية «أحسن إدريسو»، وأوضح العقيد «إدريسو» أن عشرة مروحيات للبحث والإنقاذ من نوع «سوبر لينكس» مقاومة للأحوال الجوية الرديئة وزوارق إنقاذ من آخر طراز فضلا عن حواجز عائمة عصرية تحصلت عليها الجزائر مؤخرا وذلك من أجل مواجهة الكوارث الناجمة عن الحوادث البحرية. ومن شأن هذا العتاد المتطور المستورد أن يسمح للقوات البحرية الجزائرية بحماية أرواح بشرية في حالة وقوع أي حادث بحري، وذلك دون اللجوء إلى طلب المساعدة من الخارج حسب ما أشار إليه ذات الضابط السامي على هامش تمرين افتراضي ضد التلوث البحري الذي جرى أول أمس بعرض سواحل ولاية سكيكدة. وأكد العقيد «إدريسو» أن هذه «الاستقلالية» التي اكتسبتها الجزائر في مجال حماية وإنقاذ الأرواح البشرية خلال الحوادث البحرية تعد «ورقة رابحة» بالنسبة للقوات البحرية الجزائرية التي يمكنها من الآن فصاعدا أن تضمن حماية «فعالة» لأطقم السفن، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الجزائر قدمت التزامات دولية للتدخل بمفردها وبوسائلها الخاصة لحماية أشخاص في حالة غرق. ولدى تطرقه للانعكاسات الناجمة عن الحوادث البحرية على الأحياء الحيوانية بالخصوص أكد الضابط نفسه أن الجزائر أودعت طلبا للحصول على ثلاث سفن جرارة بأعالي البحار ذات قدرات كبيرة في مجال مكافحة التلوث البحري. ومن جهة أخرى اعتبر العقيد «إدريسو» أنه لا يمكن لأي بلد أن يقوم بمفرده بمكافحة أخطار التلوث البحري كاشفا عن مخطط واسع لمكافحة الخطر البيئي يجري إعداده حاليا بين مختلف الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وأشار ذات المتحدث كذلك إلى أن وضع مراكز للاستقبال عبر الموانئ وأنظمة للحراسة البحرية يندرج ضمن التقنيات الأكيدة التي من شأنها أن تضمن تحكما أفضل في الحوادث البحرية، التي قد تحدث في أي لحظة دون القدرة على التنبؤ بها على مستوى السواحل الوطنية. وأكد في هذا السياق أن جميع سفن ناقلات النفط الموزعة عبر الموانئ النفطية الثلاثة التي تتوفر عليها الجزائر يتم التعرف عليها وتحديدها ومراقبة بواسطة جهاز مراقبة من طراز رفيع، ومن جملة التدابير التي صادقت عليها الجزائر من أجل الوقاية من الحوادث البحرية «نظام عقابي» تعكف الهيئات المعنية على تطبيقه بكل صرامة حسب ما أكده «إدريسو»، الذي أشار إلى أن عديد التحقيقات تم فتحها لتحديد الأسباب الحقيقة لحوادث بحرية وقعت في السنوات الأخيرة، وأوضح في هذا السياق أن ملفا للتعويض يجري إعداده حاليا على أن يشرع في تطبيقه عما قريب.