كشف وزير الأشغال العمومية، «عمار غول»، أنه رفع تقريرا مفصلا إلى الأمانة العامة للحكومة بخصوص تسعيرة استغلال الطريق السيار «شرق-غرب» التي ستطبّق على مستعمليه، ورفض الخوض في تفاصيل أخرى متعلقة بتاريخ انطلاق العمل بهذه الصيغة خصوصا وأن أشغال إنجاز «مشروع القرن» لا تزال متوقف عند نسبة 93 بالمائة. اعتبر وزير الأشغال العمومية أنه من السابق لأوانه الحديث عن اعتماد نظام الدفع نظير استغلال الطريق السيار على خلفية أن هذا المشروع لم يستلم بشكل نهائي، متمسكا في المقابل بموقف الرافض بالاعتراف بوجود تأخر في تسليم هذا المشروع، وارتكز كعادته على أن قطاعه نجح في إنجاز أكثر من 90 بالمائة قبل الآجال، مثلما لفت كذلك إلى أن 75 بالمائة من إجمالي 1720 كلم من المشروع توصف بكونها «تضاريس تحدي». وأمام الصعوبات التي تواجهها الشركة المكلفة بإنجاز الشطر الشرقي وما تبقى من شطر الوسط على طول منطقة «بوزقزة» بولاية بومرداس، تعهد «عمار غول» في سياق إجابته على سؤال شفوي بمجلس الأمة للسيناتور «كمال بلخير» بالانتهاء من الأشغال خلال الآجال المحدّدة وهي شهر نوفمبر 2011، دون أن يغفل التذكير بوجود 16 نفقا و3 آلاف جسر على طول الطريق السيار من الحدود الغربية إلى الحدود مع تونس. وفي سؤال حول تاريخ بداية العمل بنظام التسعيرة خلال استغلال الطريق السيّار، تفادى «غول» تقديم تفاصيل بشأنها، مشيرا إلى أن هذا من اختصاص الحكومة التي تكون قد تلقت تقريرا مفصلا من وزارة الأشغال العمومية حول الأمر، ولكن المسؤول الأول على القطاع أفاد بأنه تمت برمجة 55 محطة تسديد على طول مسافة الطريق السيار، إلى جانب 76 محطة راحة و22 محطة أخرى للصيانة مع تعيين 16 موقعا ستتمركز فيه مصالح الدرك الوطني وأعوان الحماية المدنية، ولفت إلى أنها مواقع مؤقتة أسندت مهمة إنجازها إلى شركة عمومية متخصصة في البناء الجاهز، وهي المواقف التي ستكون جاهزة خلال 5 أشهر. كما جدّد التأكيد أن 42 محطة للخدمات التي كلفت وزارة الأشغال العمومية شركة «نفطال» بإنجازها، وأفاد ذات المسؤول بأن 14 محطة التي منحتها الحكومة الأولوية ستكون عملية خلال الصيف المقبل، أما 28 محطة المتبقية فقد انطلقت أشغال إنجاز ثلاثة منها على أن تنتهي الأشغال لإنجازها خلال السداسي الأول من العام القادم بحسب تقارير «نفطال» بعد أن تمّ تحديد مواقع الإنجاز واستكمال إجراءات التعويض عن الملكية. وعندما سُئل الوزير عن الطريق العابر للصحراء، فقد اعتبره ذو أهمية بالغة للجزائر إستراتيجيا واقتصاديا وأمنيا، وقال إن حصة بلادنا للإنجاز تصل إلى حوالي 200 مليار دينار، ومن إجمالي 9 آلاف كلم أعلن أنه تم إنجاز 7200 كلم وهي طريق معبدة بمواصفات الطرق الوطنية، أي أنها ليست مزدوجة، كما أكد أن الجزائر أنجزت 3 آلاف و5 كلم من إجمالي 3400 كلم من حصتها على أن يتم الانتهاء من المشروع كليا في 2015. ومن جانب آخر تحدّث «غول» عن مشروع طريق سيار يربط ولاية جيجل بسطيف على مسافة تزيد عن 100 كلم، وذلك من أجل تسهيل نقل البضائع من ميناء «جن جن» إلى الطريق العابر للصحراء، وإلى حين انطلاق الأشغال المرتقبة خلال السداسي الأول من 2012 التي ستدوم حوالي 36 شهرا، فإن وزير الأشغال العمومية كشف أن الدراسات التقنية جاهزة ثم ستستكمل بدراسات تفصيلية لوجود اختلاف في عدد الجسور التي ستنجز وكذا صعوبة التضاريس الجغرافية.