أفادت مصادر موثوقة أن مصالح وزارة النقل قرّرت رسميا إنهاء مهام «وحيد بوعبد الله» من إدارة شؤون شركة الخطوط الجوية الجزائرية بعد أن قضى في هذا المنصب فترة تجاوزت ثلاثة أعوام، ومقابل ذلك فقد استنجدت بالرئيس المدير العام الحالي لشركة «طاسيلي آيرلاينز» ليتولي المهام بالنيابة إلى حين تعيين مسؤول جديد، ولم تعرف الأسباب الحقيقية التي كانت وراء إقالة «بوعبد الله» من منصبه. تأكد أمس خبر إقالة «وحيد بوعبد الله» بعد اجتماع مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية الجزائرية من أجل تنصيب المسؤول الجديد الذي خلفه، ويتعلق الأمر بمدير شركة «طاسيلي آيرلاينز»، التابعة كما هو معلوم للمجمع البترولي «سوناطراك»، حيث تقرّر تكليف «محمد الصالح بولطيف» بمهمة مدير عام جديد للشركة بالنيابة، وجرى خلال هذا الاجتماع الاتفاق على تعيين مدير تنفيذي مساعد في الشركة، بالإضافة إلى تبليغ مدراء فروع الشحن والعمليات البرية والنقل التابعة للشركة بالقرارات الجديدة. وحتى وإن لم يتم الكشف عن الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى إبعاد «بوعبد الله» من على رأس هذه الشركة، فإن بعض المصادر التي تحدثت إليها «الأيام» أرجعت ذلك إلى الاضطرابات الأخيرة التي عرفتها الخطوط الجوية الجزائرية وفشل إدارتها في احتواء الغضب المتزايد للعمال التابعين لها، حيث لم تتوقف الحركات الاحتجاجية مما أثّر بشكل سلبي في الرحلات الجوية خصوصا وأنها تتزامن وفترة العطلة الصيفية وقدوم أعداد كبيرة من المغتربين إلى أرض الوطن. وزيادة على الخسائر الكبيرة التي لحقت بالشركة العمومية، فإن السلطات العمومية ممثلة في وزارة النقل سارعت إلى اتخاذ هذا القرار تفاديا لمزيد من الاحتقان خصوصا أن عمال الشركة من الطيارين والمضيفين وحتى أعوان الشحن طالما طالبوا بضرورة إبعاد «وحيد بوعبد الله» من إدارة شؤون الشركة. وقد أدى إضراب المضيفين في الأيام القليلة الماضية إلى إلغاء عشرات الرحلات وشلّ مطارات الوطن بشكل كلّي، وهو ما دفع - على ما يبدو- إلى الاستنجاد بمسؤول جديد له تجربة كبيرة في القطاع. وحسب ما ورد من معلومات إلى «الأيام» فإن إضراب عمال الخطوط الجوية الجزائرية تسبب في إلغاء أكثر من 100 رحلة كانت مبرمجة منذ مطلع الأسبوع الجاري بين الجزائر وبعض المطارات الأوروبية على غرار «أليكونت» و«مارسيليا» و«باريس» وحتى «لندن»، وهي المدن التي ترتكز فيها أكبر نسبة من الجالية الجزائرية، وهو الأمر الذي انجرت عنه كثير من الفوضى بسبب تذمّر المسافرين. كما أرجعت المصادر ذاتها قرار إنهاء المهام إلى تدني الخدمات بشكل واضح على مستوى المطارات وتزايد شكاوى الجالية الجزائرية التي عانت الأمرّين رغم أن الخطوط الجوية الجزائرية التزمت في أكثر من مرّة بتحسين نوعية خدمات الاستقبال بالتنسيق مع مصالح الجمارك لكن من دون جدوى، إضافة إلى أن السلطات العمومية أدركت أنه من مصلحة الشركة أن يُغادرها «بوعبد الله» الذي لم تشفع له تجربته الكبيرة في إدارة شركة بحجم «كوسيدار» من أجل احتواء المشاكل التي تراكمت على الجوية الجزائرية. وتجدر الإشارة إلى أن «وحيد بوعبد الله» عيّن على رأس شركة الخطوط الجوية الجزائرية في شهر فيفري من 2008، حيث جاء ليخلف الرئيس المدير العام السابق، الراحل «الطيب بن ويس». وقد بدأت أولى مؤشرات إبعاده شهر مارس الماضي عندما جرى الحديث عندها عن تقديمه استقالته بسبب ما وصف حينها بأنه «ضغوط يتعرّض لها»، وقال «بوعبد الله» في ذلك الوقت إن مؤامرة تُحاك ضدّه، متهما في السياق ذاته من أسماهم ب «لوبيهات تخضع لأوامر من جهات في الوزارة الأولى» بتدبير أمر الاستقالة. *