قررت مصالح الأمن اللجوء للتغيير المفاجئ والمستمر لأماكن تواجد الرادار الأمني خلال موسم الاصطياف، بهدف وضع حد لكافة السلوكيات الطائشة لبعض السائقين والتي تتسبب في حوادث خطيرة جدا في أحيان كثيرة. أكدت مصادر مطلعة من مصالح مراقبة الطرقات لأمن لولاية الجزائر، أن تراجع المخالفات والقضايا التي يتم تسجيلها من خلال جهاز الرادار راجع إلى الحيل التي يعتمدها السائقون من خلال تنبههم لأماكن هذه الأخيرة مما يجعلهم يتفادونها، كما أكدت ذات المصادر أن بعض السائقين يقومون باستعمال أجهزة إلكترونية للتشويش على الرادارات الأمنية، فضلا عن طلاء لوحات الترقيم بألوان عاكسة للضوء، وأمام هذه الوضعية قررت مصالح الأمن اللجوء للتغيير المفاجئ والمستمر لأماكن تنصيب الرادار الأمني خلال موسم الاصطياف، حيث تتناوب عليه دوريتين من الساعة السادسة صباحا إلى الساعة الواحدة بعد الظهر، ومن الساعة الواحدة إلى الساعة الثامنة مساءً. وسجلت مصالح الأمن لولاية الجزائر انخفاضا في سحب الرخص عن طريق تسجيل مخالفات يرصدها جهاز الرادار خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية، حيث انخفض من 849 رخصة مسحوبة خلال الفترة نفسها من السنة الماضية إلى 66 رخصة تم سحبها، أما فيما يتعلق بالمخالفات الخاصة بالأحكام المتعلقة بتحديد السرعة، فقد تم تسجيل 2264 مخالفة خلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية فيما تم تسجيل في الفترة نفسها من السنة الماضية 35810. من جهة أخرى، أيضا عرف عدد الملفات المحولة من طرف أمن الجزائر إلى ولايات أخرى بغرض تحديد هوية السائقين انخفاضا مقارنة بذات الفترة من السنة الماضية والسنة الحالية. ونظرا إلى أنه كلما تطورت الأجهزة المستعملة من قبل مصالح الأمن المختلفة لرصد التجاوزات القانونية التي يرتكبها السائقون مثل القيادة بسرعة مفرطة وجنونية، إلا وابتكر هؤلاء أساليب جديدة للإفلات من العقوبة المفروضة في هذه الحالة من باب التضامن فيما بينهم، بحيث لجأ البعض من مستعملي الطرقات وفي مقدمتهم سائقو النقل العمومي والشاحنات الكبيرة، فضلا عن سائقي المسافات الطويلة، إلى تبني بعض الإشارات والحركات لإخطار السائقين القادمين من الرواق الموازي بوجود أجهزة الرادار على مسافة قصيرة من مكان تجاوزهم، ومن أكثر الأساليب المنتشرة في هذا السياق، استعمال سلسلة من الإشارات الضوئية المتتالية في وضح النهار لشد انتباه السائق القادم في الاتجاه المعاكس وتحذيره بوجود حاجز أمني في انتظاره، ومن ثم التخفيض من حدة السرعة قبل الوصول إلى مكان تواجد الرادار المتنقل الذي غالبا ما يكون على متن سيارة مركونة وسط الأشجار أو في أي مكان معزول. كما تعتمد فئة أخرى من السائقين على بعض الإشارات والحركات الجسدية التي يقومون بها أثناء القيادة، على غرار وضع اليد على مستوى الجبهة بشكل تحية أو قبعة، في إشارة إلى قبعات الزي الرسمي لأعوان الشرطة أو الدرك الوطني الذين يتواجدون غير بعيد عن مكان التقاء المركبتين. وحسب الإحصائيات المقدمة من طرف أمن ولاية الجزائر فإن جهاز الرادار لم يتمكن خلال الخمسة الأشهر الأولى من السنة الجارية من فضح أي مركبة مستعملة لأرقام تسجيل مزورة، بينما تمكن السنة الماضية خلال ذات الفترة من كشف 30 مركبة مستعملة لأرقام تسجيل مزورة، كما لم يسجل أي مركبة تسير بلوحة غير معروفة لدى مصالح البطاقة الرمادية، فيما كشف في ذات الفترة من السنة الماضية 12 مركبة.