من خلال صفحته في الفايس بوك أطلق الرّوائي واسيني الأعرج العنان لانتقاداته الخاصة لسياسات النشر والتسويق في الوطن العربي واصفا إياها بالتعامل التجاري البحت، وزاد الأمر مع ظهور الجوائز العربية المرسخة لجهد الكاتب ولاسم دار النشر، مثل جائزة السلطان العويس وجائزة الشيخ زايد وجائزة البوكر العربية. واسيني شرّح ظاهرة التسويق قائلا: "تكاد تكون عادية وعالمية، لكن في الغرب تتبنى العملية مؤسسات قائمة بذاتها وليس الكتاب أنفسهم، ولم أسمع يوما دان براون الذي باع من دافنشى كود أكثر من أربعين مليون نسخة، يصرح بأنه الكاتب الأكثر مبيعا في العالم، ولا الكاتب الإسباني كارلوس رويث زافون، أنه باع قرابة العشرين مليونا من روايته العظيمة: ظل الريح، لأن الناشر الغربي لا يمكن أن يكذب لأن وراءه مؤسسة الضرائب التي تحاسبه عن كل نسخة باعها". وأضاف الأستاذ واسيني الأعرج، " إن الموضوع في الوطن العربي يطرح بشكل مخالف، إذ أن كثيرا ما يأخذ الكاتب على عاتقه مهمة الناشر، ويعلن الأرقام التي يريد ومتى يريد، من الألف إلى المليون؟ ولا يوجد من يسأله عن جدوى ما يقوله. واسترسل يفسر الظاهرة في أبعادها النفسية وحتى النرجسية بشكل نقدي وهو يقول : " ارتبطت الحالة مع موجة من الأكاذيب الأخرى والمستشرية، التي لا شيء وراءها إلا الرغبة في فرض النفس بأية وسيلة كانت، بعضهم يسمى ذلك تسويقا، وآخرون، يسمونه شطارة، بل هناك من يفبرك قصصا حوله، بالمعنى الأكثر انحطاطا، ويشيع القصص الغريبة لأنه يعرف مسبقا أنه لا رقيب في النهاية". ليؤكّد في ختام مقاله أنّه على دور النّشر تفعيل آليات الدّعاية النبيلة للكتاب، رواية كانت أو شعرا أو دراسة أكاديمية متميزة، لأن الماركتينغ في عالم الكتاب أو الماركتينغ التّأليفي يستحق يُتأمل بعمق "ليرجع الأشياء إلى أوضاعها الاعتيادية، بالخصوص في سياق دخول أدبي عربي" .