أخلف وزير الأشغال العمومية، «عمر غول»، بتعهداته التي التزم خلالها بتسليم أنفاق «بوزقزة» الرابطة بين «الأخضرية» و«بودواو» قبل انقضاء شهر جويلية الماضي، ورغم أن الفترة الزمنية القصوى التي تحدّث عنها الوزير انقضت فإن مصالحه لم تكلّف نفسها عناء تقديم توضيحات لمستعملي الطريق السيّار باتجاه ولايات الشرق، وهو ما يُغذّي مخاوف بتعطيل إضافي للتسليم النهائي ل«مشروع القرن». لم يظهر أيّ أثر لوزير الأشغال العمومية في الفترة الأخيرة بعدما كان منتظرا أن يشرف شخصيا على فتح الشطر الأخير من الطريق السيّار «شرق-غرب» بمنطقة الوسط، وهو المتعلق بالأنفاق الأربعة الرابطة بين ولايتي بومرداس والبويرة انطلاق من بودواو عبر جبال «بوزقزة» وصولا إلى مخرج مدينة «الأخضرية»، وهو الذي تحدّث قبل أكثر من 3 ثلاثة أشهر من على منبر البرلمان بثقة كبيرة بأن الآجال القصوى لانتهاء الأشغال على هذا المستوى ستكون نهاية شهر جوان وأوائل شهر جويلية على أكثر تقدير. وحاولت «الأيام» الاستفسار عن هذا الوضع من المصالح المختصة على مستوى وزارة الأشغال العمومية غير أنها لم تتمكن من ذلك، وحال عدم ردّ مدير الطرقات بالوزارة دون الحصول على توضيحات حول الأسباب الحقيقية التي وقفت وراء هذا التأخير «غير المبرّر». لكن في نهاية الأمر فإن معاناة مستعملي الطريق السريع القادمين من ولايات الشرق وكذا الجنوب باتجاه العاصمة لا تزال متواصلة بسبب الاختناق في حركة المرور عند مدخل الأخضرية. وبالعودة إلى تصريحات سابقة جاءت على لسان الوزير «عمر غول» فإنه التزم بوضوح يوم 7 أفريل الماضي أمام أعضاء مجلس الأمة عندما سُئل عن الآجال النهائية لتسليم مقطع «بوزقزة-الأخضرية» المتبقي من الشطر الغربي للطريق السيّار، بأن ذلك سيكون في غضون شهرين على أقصى تقدير، مشيرا حينها إلى أن الانتهاء من حفر أربعة أنفاق في جويلية 2010، ولكنه تحدّث عن وجود أربع نقاط انزلاقية تمت معالجة ثلاث منها بشكل نهائي في انتظار استكمال عملية تجهيزها كونها تخضع، حسبه، لقوانين صارمة. ويفتح هذا «الإخلال» بالالتزامات الباب أمام الكثير من التساؤلات حول الأسباب التي دفعت بوزير الأشغال العمومية إلى تقديم تعهّدات لم يكن قادرا على تلبيتها في آجالها المحدّدة، وهذا ما يعني بالضرورة أن الشركة الصينية المكلّفة بالإنجاز ستتعرّض إلى عقوبات مالية نظير كل يوم تتأخر فيه الأشغال. وبلغت أشغال إنجاز هذا المقطع المتبقي من الشطر الغربي للطريق السيّار في شهر مارس 2011 أكثر من 80 بالمائة بحسب أرقام قدّمها المسؤول الأول عن القطاع، حيث تحدّث في تلك الفترة بثقة كبيرة ووصف تقدّم الأشغال ب«الإنجاز»، لكن هذا التفاؤل لم يتحقّق على أرض الواقع بعد أن صدّق مستعملو الطريق كل هذه الوعود واعتقدوا أن النقاط السوداء الممتدة من «الأخضرية» حتى مخرج مدينة «الرغاية» ستنتهي مع ح ا التاريخ من الحدود الشرقية إلى الحدود الغربية. وقد رفض وزير الأشغال العمومية الاعتراف ب«الفشل» حيث لا يتردّد في اللجوء إلى بعض المعطيات تبريرا للتأخر منها أن هذا المشروع يمتدّ على مسافة 1720 كلم، وهو يمرّ عبر أصعب منطقة في الوطن من الناحية الجغرافية، زيادة على وجود 16 نفقا في أصعب المناطق جيولوجيا، و3 آلاف جسر و200 جسر عملاق.