أمهل وزير الأشغال العمومية، «عمار غول»، الشركة اليابانية «كوجال» المكلفة بإنجاز الشطر الشرقي من الطريق السيّار «شرق-غرب» إلى غاية شهر نوفمبر 2011 من أجل استكمال الأشغال، مهدّدا باتخاذ عقوبات مالية صارمة إذا ما فشلت في احترام هذا الرهان، فيما أعلن عن انطلاق أشغال إنجاز الطريق السيّار للهضاب العليا خلال السداسي الأول من العام القادم. استغرب وزير الأشغال العمومية من موقف بعض الجهات التي لا تتردّد في توجيه الانتقاد إلى مصالحه بسبب الفشل في تسليم الطريق السيّار «شرق-غرب» في الآجال المتفق عليها وهي جويلية 2010، مستندا على بعض المعطيات التي ذكر منها أن هذا المشروع يمتد على مسافة 1720 كلم، وهو يمرّ عبر أصعب منطقة في الوطن من الناحية الجغرافية، زيادة على وجود 16 نفقا في أصعب المناطق جيولوجيا، و3000 جسر و200 جسر عملاق. وعلى حدّ تعبير «عمار غول» الذي كان يتحدث في جلسة شفوية أمس الأول بمجلس الأمة، فإنه عند الحديث عن «مشروع القرن» لا يُمكن إنكار أن نسبة 93 بالمائة أنجزت قبل آجالها القانونية، أي في أقل من 36 شهرا المنصوص عليها في دفتر الشروط، معترفا أن النسبة المتبقية المقدّرة ب 7 بالمائة تواجه فعلا صعوبات من قسنطينة وصولا إلى الحدود مع تونس. ومن خلال الوصف الذي قدّمه الوزير فإن التأخير الحاصل في تسليم هذا الشطر يعود بالأساس إلى مواجهة الشركة المكلّفة بالإنجاز، وهي «كوجال» اليابانية، ما أسماه «أصعب الظروف الجيولوجية» في منطقة الأنفاق بين «جبل الوحش» و«جبل الكنتور»، مما تطلّب تقديم تعليمات بضرورة «إيلاء عناية خاصة بإنجاز الأنفاق» على طول هذا المحور. وإلى جانب ذلك أورد ذات المسؤول أنه على امتداد منطقة «عين بوزيان» إلى غاية الحروش بولاية سكيكدة «هي كلها منطقة انزلاقات كبرى تتطلب معالجة بعمليات دقيقة»، دون أن يغفل الحديث عن منطقة ثالثة أشار إلى أنه تغمرها المياه ويتعلق الأمر بولاية الطارف، حيث أكد أن كل هذه المناطق التي أتى على ذكرها تمتد على مسافة 147 كلم، قبل أن يُعلن أن المتفق عليه هو أن تُستكمل أشغال الإنجاز قبل انقضاء شهر نوفمبر 2011. وبعد أن أبرز المتحدث أن «هذا مشروع القرن ولذلك يجب أن نُنجزه بعقلية القرن وهو يُتابع بكل تفاصيله الدقيقة»، استطرد بأسلوب فيه الكثير من التهديد والوعيد قائلا: «العدّاد سيتوقف بانتهاء الآجال التعاقدية في نوفمبر القادم، وحينها كل يوم زائد من التأخير يعني تطبيق عقوبات مالية صارمة على الشركات المعنية بالإنجاز..». أما بخصوص الآجال النهائية لتسليم مقطع «بوزقزة-الأخضرية» المتبقي من الشطر الغربي للطريق السيّار، التزم «عمار غول» بأن ذلك سيكون في غضون شهرين على أقصى تقدير، مشيرا إلى أن الانتهاء من حفر أربعة أنفاق في جويلية 2010، ولكنه تحدّث عن وجود أربع نقاط انزلاقية تمت معالجة ثلاث منها بشكل نهائي في انتظار استكمال عملية تجهيزها كونها تخضع، حسبه، لقوانين صارمة. وعلى صعيد آخر أعلن وزير الأشغال العمومية أن انطلاق أشغال إنجاز الطريق السيار للهضاب العليا الذي سيمتد من ولايتي تلمسان إلى تبسة سيكون في السداسي الأول من 2012، مؤكدا أنه سيتم منح المؤسسات الوطنية الأولوية، وأوضح أنه بعد انتهاء الدراسات التفصيلية لهذا المشروع الممتد على مسافة 1020 كلم، سيتم الشروع في إنجاز الشطر الممتد بين تيارت وصولا إلى الحدود مع تونس على مسافة 800 كلم خلال السداسي الأول من 2012، فيما ستنطلق الأشغال في الشطر الرابط بين تيارت وصولا حتى الحدود المغربية بمسافة 200 كلم خلال السداسي الثاني من نفس السنة.