تعرف عملية إنجاز آخر وأصعب شطر من مقطع الطريق السيار شرق غرب الخاص بالوسط والرابط بين ولايتي بومرداس والبويرة عبر جبل بوزقزة على مسافة أكثر من 25 كلم وتيرة جيدة وتحت مرافقة مكاتب دولية متخصصة، بالنظر إلى الصعوبات التي تميز هذا المقطع، تتمثل أساسا في التضاريس الجبلية الوعرة والتعقيدات التقنية والجيولوجية للمنطقة التى حالت دون تسليمه قبل الآجال التعاقدية . وهي الصعوبات التي استدعت برمجة إنجاز أربعة أنفاق من الحجم الكبير أكبرهم يتجاوز 3,5 كلم و10 جسور كبرى بهذا الشطر من مقطع الوسط من الطريق والمسلم معظمه للمرور على مسافة أكثر من 61 كلم بداية من الحميز بالجزائر العاصمة إلى غاية بلدية الخروبة في الحدود الغربية مع البويرة ، للربط وفتح مسالك بين مختلف الجبال الكبرى التي تميز المنطقة، لتصل بذلك نسبة الانجاز حسب ما أفاد به مسؤول من وزارة الأشغال العمومية 91 بالمائة. وسيتم حسبه الانتهاء من أشغال الحفر بنفقين من أصل أربعة مبرمجة قبل نهاية الشهر الجاري فيما بلغت نسبة إنجاز النفقين الآخرين الواقعين في نفس الشطر والرابطين بين ولايتي البويرة وبومرداس من ناحية الغرب بنسبة 80 بالمائة. وفيما يخص الجسور العشرة الكبرى التي يجري إنجازها بهذا الشطر فينتظر الانتهاء منها خلال الشهر الجاري وبداية الشهر القادم خاصة بعد أن منح الوزير هذا المشروع أولوية الأولويات، حيث أعطى تعليمات صارمة للقائمين على إنجازه مع ضرورة تكفل السلطات المحلية بانشغال الشركة الصينية القائمة بإنجاز المشروع في مجال تموين مشروعها هذا بمادة الرمل لتنشيط وتيرة الإنجاز مشددا خلال زياراته السابقة على مضاعفة الجهود لإتمام إنجاز هذا الشطر المهم جدا من مقطع الطريق السيار شرق غرب نظرا للحاجة الملحة لفتحه في أقرب وقت للقضاء على الاكتظاظ الذي يعرفه الطريق الوطنيئفضلا على اعتبار أنها تشكل همزة وصل بين شرق الجزائر وغربها . كما ويرتقب استلام شطر الطريق السيار ما بين الأخضرية بولاية البويرة والحدود الفاصلة بين هذه الأخيرة وولاية بومرداس على مسافة 12 كلم قبل شهر ماي المقبل وتفيد الشروح المقدمة عن مخطط تقدم الأشغال بهذا النفق البالغ طوله نحو 7,1 كلم بأن المسافة المتبقية لفتح هذا النفق كلية لا تتعدى 700 مترفي الأنبوبين الاثنين معا وهو ما يدفع إلى التفاؤل بإمكانية استلام هذا المشروع في الآجال المحددة له والتي لا تتجاوز شهر جويلية باعتبار أن الآجال التعاقدية للتسليم الكلي للطريق السيار هي جويلية .2010 ويكتسي فتح هذا المقطع من الطريق السيار شرق-غرب الرابط ما بين الأخضرية والطريق السيار القادم من بودواو مرورا بنفق بودر بالة بالحدود الإدارية لولاية بومرداس أهمية قصوى، حيث يختزل كثيرا المسافة بتفادي كل من عمان وبني عمران وبلدية الثنية التي كثيرا ما تكثر بها الزحمة وتتشكل بها طوابير لا متناهية للشاحنات لاسيما بمنعرجات الأخضرية، وفي وقت زمني جد قصير وفي ظروف أمنية بعدما كان قطع المسافة من الجزائر العاصمة إلى ولاية البويرة يستغرق وقتا كبيرا. ونشير فيما يخص الطريق العملاق في جهته الشرقية بات يعرف لحد اليوم تسليم 90 بالمائة من مجمل المقاطع خاصة بعد تسليم كل من مقطع شلغوم العيد ومقطع برج بوعريريج وسطيف على مسافة 40 كلم ، غير أنه تبقى المقاطع الممتدة من قسنطينة إلى غاية الحدود التونسية لم تسلم بالنظر إلى خصوصية تضاريسها الوعرة، شتتخللها جبال أجبرت الخبراء على إنجاز 6 أنفاق بمنطقة جبل الوحش وهو ما صعب من مهمة الشركة اليابانية كوجال المكلفة بإنجاز مقطع الشرق للطريق السيار إلى جانب تأخر الطريق لاختراقه محمية القالة التي عملت الوزارة على تفاديها، الأمر الذي استدعى تسخير كل الطرقات والعتاد بطريقة تسمح بتسليمه قبل الآجال التعاقدية، غير أن مجمع كوجال يراهن على تسلميه قبل آجال التعاقد. وتكمن أهمية فتح هذا المشروع الهام جدا في فوائده الاقتصادية والاجتماعية الكثيرة وما يفتحه من آفاق هامة جدا من كل النواحي للمجتمع والدولة ككل، ونشير أن إنجاز هذا المشروع عرف تظافر جهود العديد من الجهات على رأسها أسلاك الأمن الوطني المختلفة لتأمين إنجاز المشروع وإيصال مختلف مواد الإنجاز خاصة منها المتفجرات فيما يخص حفر الجبال .