عبّر العديد من الطلبة الحاصلين على شهادة البكالوريا لموسم 2011 عن تذمرهم لطريقة التوجيه التي اعتمدت هذه السنة، حيث وجد أغلبيتهم أنفسهم مجبرين على التسجيل في الجامعة غير المناسبة نظرا لبعدها عن مقر إقامتهم. اشتكى العديد من الطلبة الجدد الحاملين لشهادة بكالوريا 2011، من المسافة التي سيقطعونها عند الدخول الجامعي القادم بالنظر إلى أن العديد منهم سجلوا في تخصصات متوفرة بجامعات بعيدة عن مقر إقامتهم، بحيث سيجبر من تحصل على رغبته الأولى على الالتحاق بجامعات قد تكون في ولاية غير ولايته أو حتى خارج الولاية المجاورة له بسبب الضغط الذي تشهده البعض منها نتيجة النسبة المرتفعة من الناجحين في «الباكالوريا»، الأمر الذي جعل الكثيرين منهم يعبرون عن استيائهم لطريقة التوجيه. وفي هذا الصدد تقول إحدى الطالبات القاطنة بمدينة الدواودة التي تبعد عن العاصمة من الجهة الغربية بأقل من 30 كيلومترا، أنها اختارت تخصص صحافة لتدرسها رفقة صديقة لها سبقتها في نيل شهادة البكالوريا بسنة بكلية الإعلام والاتصال ببن عكنون، غير أنه تم دمجها بجامعة خميس مليانة بولاية عين الدفلى، وهو القرار الذي سقط عليها كالصاعقة خاصة وأن والدها رفض أن تكمل دراستها في ولاية بعيدة تستدعي مبيتها خارج البيت وهو المشكل الذي مس العديد من الطلبة الجدد الذين لم يخفوا قلقهم نتيجة هذا الإشكال بحيث سيجد العديد منهم أنفسهم مجبرين على قطع مسافات طويلة للالتحاق بجامعاتهم في ظل انعدام حافلات نقل الطلبة ببعض الجامعات. ويشير طالب آخر في أن حلم حياته كان يصب في إتمام دراسته في مجال الحقوق وازداد تعلقه بالتخصص غير أن الحلم تبخر عندما تم توجيهه نحو جامعة عين الدفلى رغم بعد المسافة عن مقر إقامته مقارنة بجامعة الجزائر، ويشير طلبة آخرون أنهم أجبروا على قبول التخصصات التي أدرجوها ضمن آخر اختياراتهم بسبب حرمانهم من الطعن، خاصة وأن الجهات المسؤولة وضعت ال10 اختيارات الأولى في خانة القائمة التي لا تستجيب للطعن وهو ما يجعل الطالب مجبرا على دراسة تخصص لا يرغب فيه. وفي هذا الصدد تقول الطالبة «مريم» القاطنة ببواسماعيل أنها تحصلت على معدل يفوق 11 وكانت تطمح أن تدرس تخصص صحافة غير أنه منح لها تخصص شريعة التي أدرجتها في آخر قائمة اختياراتها وهي اليوم محبرة على اتباع التخصص لأن طعنها سيقابل بالرفض. يذكر أن التسجيلات الجامعية النهائية، التي تعني أكثر من 140 ألف طالب جامعي جديد، قد انطلقت أول أمس، بعد أن تم توجيه 48 بالمائة من المسجلين الجدد حسب رغباتهم الأولى، في الوقت الذي انتهت الجمعة الماضي، الآجال التي حددتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتقديم الطعون بالنسبة للطلبة الرافضين للشعب والتخصصات التي وجهوا إليها بعد إيداعهم بطاقة الرغبات، علما أن أغلبية الطعون تعلقت بطلبات تحويل من جامعة نحو أخرى. وبالموازاة مع ذلك سيتعزز الموسم الجامعي الجديد بفتح تخصصات جديدة، من بينها 9 فروع امتياز جديدة عبر المستوى الوطني تضاف إلى 30 فرعا موجودا من قبل، ويشترط في ذات الفروع التكوين الجيد وأن تكون مفتوحة لفائدة الطلبة الحاصلين على معدلات عالية.