تشهد مختلف جامعات الوطن هذه الأيام على وقع التسجيلات الأخيرة للناجحين الجدد في شهادة البكالوريا في حين يعيش العديد من الطلبة حالة من التأهب لمعرفة نتائج الطعون خاصة أولئك الذين تحصلوا على تقديرات مرتفعة ولم يسعفهم الحظ في اختيار الرغبات والتخصصات التي يريدونها والتي تتوافق ومعدلاتهم ناهيك عن مشكل بعض الناجحين العلميين الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على إتمام دراستهم في التخصصات الأدبية التي لا تتوافق مع قائمة رغباتهم. لا تزال مشاكل الطلبة تطرح وبشدة خلال هذه الأيام المتزامنة وموعد اقتراب انتهاء التسجيلات الأخيرة التي حددتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في السادس من الشهر الجاري، حيث يعيش بموجبها العديد من الطلبة الذين أسعفهم الحظ من نيل شهادة البكالوريا على أعصابهم بالرغم من معدلاتهم المهمة والمرتفعة في غالب الأحيان غير أنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على إيداع الطعون لتغييرهم من التخصصات التي لا يرغبون فيها حتى أن كل من تحدثت إليهم "أخبار اليوم" بكل من جامعة سعد دحلب بالبليدة وبوزريعة يجمعون على أن التخصصات التي وجهوا إليها لا تتوافق والرغبات التي دونوها في القائمة الممنوحة لهم وفق نسبة معدلاتهم في حين وجِّهت نسبة أخرى منهم نحو التخصصات الموجودة في آخر القائمة بالرغم من أن معدلاتهم تمنح لهم تخصصات تتوافق ومعدلاتهم أو شعبهم التي درسوها في الثانوي. من جهة أخرى اشتكى العديد من الطلبة الجدد خاصة منهم العلميين الذين وجدوا أنفسهم مرة أخرى في صراع مع الوقت عندما لم يهنئوا كثيرا بطعم النجاح في الوقت الذي اصطدموا فيه بتخصصات أدبية وجهوا إليها بالرغم من أنهم تحصلوا على بكالوريا شعبة علمي أو رياضي وفي هذا الصدد يقول احد الطلبة الذي التقيناه بجامعة بوزريعة انه تفاجأ عندما وجد نفسه موجها نحو تخصص علم النفس بالرغم من انه درس شعبة العلوم الطبيعية في حين تحصل على معدل 12 من 20. أما محمد الذي ذهب أمس الأول للتسجيل بجامعة البليدة فقال انه وجِّه إلى تخصص آداب ولغة عربية بالرغم من انه درس رياضيات وتحصل على معدل 11 من 20 هي أمثلة صغيرة من كم هائل من المشاكل التي وقفت عندها "أخبار اليوم" من شكاوي الطلبة الذين أكدوا أنهم لم يستطعموا تذوق الفرحة بالنجاح طويلا بعدما اصطدموا بواقع ومشاكل التسجيلات الجامعية التي خيبت آمال العديد منهم خاصة أولئك الذين كان لديهم طموح معين. وعلى صعيد آخر، أكد العديد من المؤطرين بتلك الجامعات أن سبب المشاكل التي طرحها الطلبة يعود في الأصل إلى ارتفاع عدد الناجحين في "الباك" لهذا الموسم حيث بلغ عددهم أكثر من 60 في المائة وهي أعلى نسبة مسجلة منذ الاستقلال، وضعت إدارة الجامعات في مأزق ويضيف احدهم أن عدد المقاعد المخصصة مثلا لتخصص الطب أضحت لا تتوافق وعدد الطلبة الناجحين بالمعدلات المطلوبة ففي الوقت الذي كان يقبل فيه الحاصل على معدل 13 أو 14 من 20 لتخصص الطب فقد أضحى هذا المعدل لا يتناسب هذه السنة التي فرضت الجهات المعنية معدل أكثر من 15 من 20 ونفس الأمر ينطبق على العديد من التخصصات الهامة والتي تلقى اهتماما كبيرا من طرف كافة الناجحين.