ما إنْ حل شهر رمضان المبارك، حتى سارع جموع التجار إلى رفع أسعار المواد الاستهلاكية من خضر وفواكه ولحوم وألبان وغيرها، فكلها قفزت بنسبة تتراوح بين 35 إلى ال50 بالمائة، وهو ما أثار دهشة واستغراب مواطني الولاية، فسعر الطماطم ارتفع إلى 75 دينارا، البطاطا ب 50 دينارا، الفلفل الأخضر ب80 دينارا، أما عن أسعار اللحوم بنوعيها فحدث ولا حرج، فالكيلوغرام الواحد من اللحوم الحمراء ب1000دينار، واللحوم البيضاء ب 400دينار. وفي ظل جنون أسعار مختلف السلع، يجد المواطن نفسه بين المطرقة والسندان، وعبر مختلف استجواباتنا أكد من حاورناهم ضرورة التدخل العاجل للجهة الوصية بغرض وقف جشع هؤلاء التجار الذين لا يكفون عن رفع الأسعار وفقا لأهوائهم وبالشكل الذي يضمن لهم ربحا أكبر، هذا بغض النظر عن تصرفات كثير منهم ومن ذلك احتكارهم للسلع وغشهم في الميزان ونحو ذلك، ثم تتجه ليلا للأداء صلاة التراويح وسط تسابق على الصفوف الأولى، وكأن شيئا لم يكن، ليبقى المستهلك في الأخير الضحية الوحيدة في هذا المعادلة. من جهتها سخرت مديرية التجارة لولاية بجاية جميع أعوانها للمراقبة من أجل وضع حد للتجاوزات الحاصلة، حيث قامت باتخاذ جميع التدابير القانونية التي تنظم النشاط التجاري، إلا أنّ جهود هؤلاء تبقى غير فعالة في ظل سيادة الغلاء الفاحش على مستوى مختلف الأسواق، ويبقى في مقابل ذلك المواطن المغلوب على أمره يعيش الحيرة الكبيرة في تلبية حاجيات أفراد أسرته على امتداد هذه الشهر، غير أنه يجبر في الأخير على الرضوخ للأمر الواقع ولحقيقة مفادها أنّ الغلاء لا يرحم المحتاج، ويبقى تخوفهم الأكبر من مناسبتين اثنتين تحلان مباشرة بعد رمضان الفضيل الأولى عيد الفطر والأخرى الدخول الاجتماعي وهو ما يعني ضرورة توفير مصاريف إضافية لتحقيق مطالب أبنائهم المتمدرسين، وهو ما ينذر بدخول اجتماعي ساخن.