التوقيت الذي جاءت فيه التصريحات مرتبط بالإصلاحات الجاري تنفيذها، فقد ظهرت منذ مدة مؤشرات على إمكانية اعتماد أحزاب سياسية جديدة، وقد كان السماح لعبد الله جاب الله بعقد مؤتمر تأسيسي لحزبه الجديد "جبهة العدالة والتنمية" إعلانا ببداية مرحلة جديدة ستعرف انطلاقة فعلية مع اعتماد القوانين الجديدة الخاصة بالأحزاب والانتخابات، ولعل محاولات أكثر من حزب سياسي استقطاب بقايا الحزب المنحل هي التي دفعت بن حجر إلى التأكيد على وجود تحركات من أجل عقد مؤتمر عام للفيس المنحل، وقد شكر " حديث الهاشمي سحنوني في شهر ماي الماضي عن وجود مشروع قرار بالعفو عن المساجين الإسلاميين كان من ضمن المحاولات الكثيرة الرامية إلى استغلال حركية الإصلاحات للعودة إلى الساحة السياسية، غير أن ردود الفعل من جانب السلطات ومن جانب المعنيين بالأمر أكدت تعقيدات الوضع، فقد رد المساجين برسالة جاء فيها: ''في هذه الظروف الدقيقة التي تجتازها البلاد، وفي هذه الأزمة الحالكة والتي عقدها الطمع، وفي هذه المأساة التي أخذت الصغير قبل الكبير والمرأة قبل الرجل والمثقف قبل الجاهل، نتوجه، نحن المسجونين، ببيان حقيقة ودفع إيهام إلى من يريدون الاصطياد في الماء العكر والمتاجرة باسم المساجين لتحقيق مآربهم الخاصة''، ويشيرون إلى أصحاب المبادرة بالقول: ''هؤلاء القوم قطعوا الأعوام الطوال في الأقوال والجدال، وتعليل الأمة بالخيال ومجموع هذا يسمونه سياسة شرعية، فلما فحصنا هذا وقارنا مقدماته بنتائجه لم نجده إلا تمهيدا للجمعيات ووسائل لإعادة أقاليم الحزبيات وما يتبعها من خصائص وامتيازات"، وقد رفضوا "وساطة بيننا وبين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة"، وأعلنوا أنهم "بصدد مراجعات فكرية ودراسات منهجية تقرّب لنا مفاهيم كانت عنا بعيدة السلطة من جهتها اتخذت موقفا حازما عبر عنه الوزير الأول أحمد أويحيى الذي نفى وجود أي مشروع لقرار بالعفو، وقبل هذا كان الرئيس بوتفليقة قد وضع الحزب المنحل خارج دائرة الإصلاحات عندما قال في تدخله أمام مجلس الوزراء الذي ترأسه في الثاني من ماي الماضي : "وعليه أتعهد باحترام ما سيرسم من نطاقات لهذه الإصلاحات على أن تراعي الثوابتالوطنية التي سبق وأن أعفاها الدستور الحالي من كل تغيير وألا تخل بالوفاء لإرادةالشعب الذي نبذ دعاة العنف من الحياة السياسية"، وأضاف أن "الأمر إذن أمر شعبنا في النهوض بإصلاحاته العميقة بكل سيادة ورصانة فيكنف احترام ذلكم الثمن الذي دفعه في سبيل استرجاع استقلاله والوفاء للتضحياتالتي قدمها في عهد بعيد من أجل صون النظام الجمهوري والديمقراطية ومصداقا ملموسا