يلتحق اليوم أكثر من 8 ملايين تلميذ بمقاعد الدراسة في إطار السنة الدراسية 2011-2012 على مستوى أطوار التعليم الثلاثة، في الوقت الذي قرّر فيه نقابيون وعمال ومساعدون تربويون الدخول في حركات احتجاجية تزامنا مع الدخول المدرسي احتجاجا على أوضاعهم المهنية والاجتماعية التي وصفوها بالمتردية. يلتحق اليوم أكثر من 8 ملايين تلميذ بمقاعدالدراسة على المستوى الوطني في إطار السنة الدراسية 2011-2012 عبر كافة الأطوارالتعليمية الثلاثة،ويبلغ عدد التلاميذ المسجلين خلال السنة الدراسية الجارية 8293000 تلميذ وسيشهد التعليم الابتدائي زيادة قدرها 96 ألف تلميذ والمتوسطارتفاعا ب 98500 تلميذ والتعليم الثانوي العام والتكنولوجي زيادة قدرها78.500 وما يميز الدخول المدرسي هذه السنة هو تطبيق التوقيت المدرسي الجديد فيالطور الابتدائي، حيث سيسمح هذا التوقيت بتخفيف اليوم الدراسي مع تحديد أوقات تمكنمن ممارسة النشاطات شبه الدراسية،وسيتراوح التوقيت الأسبوعي بين 21 ساعة «للسنتين الأولى والثانية ابتدائي»و22 ساعة ونصف «للثالثة ابتدائي» و24 ساعة لأقسام الرابعة والخامسة ابتدائي، ويتشكل الحجم الساعي من 28 حصة تدوم كل واحدة 45 دقيقة إجبارية موزعةمن الأحد إلى الخميس من الساعة الثامنة صباحا إلى الحادية عشرة و15 دقيقة ومنالساعة الواحدة زوالا إلى الثانية والنصف بعد الظهر،ويُكثف هذا الحجم كلما تقدم التلميذ في السن كما أن حصص الثانية والنصفبعد الظهر وحصص الثلاثاء بعد الظهر مخصصة للنشاطات شبه الدراسية غير الإجبارية وسيصل عدد مستخدمي القطاع إلى 632402، من بينهم 406.285 يمثلونالتأطير البيداغوجي و226.117 يمثلون التأطير الإداري،أما عن حظيرة المرافق البيداغوجية التابعة للوزارة سيتم استلام 300 مدرسةابتدائية و150 متوسطة و90 ثانوية مع بداية السنة الدراسية وتشمل الحظيرة حاليا24.932مؤسسة مدرسية منها 17.994 مدرسة ابتدائية و5.040 مؤسسة للتعليم المتوسط وفيما يتعلق بالوسائط البيدغوجية سيوضع حوالي 60 مليون كتاب مدرسي في متناول تلاميذ مختلف الأطوار التعليمية بمناسبة الدخول المدرسي، حيث سلم هذا العدد المعتبر ل 24960 مؤسسة مدرسية مع إعطاء الأولوية لولايات الجنوب، و يوزع الكتاب المدرسي مجانا على أزيد من 50 بالمائة من التلاميذ المتمدرسين منهم كافة الأقسام التحضيرية و جميع تلاميذ أقسام السنة الأولى ابتدائي وتلاميذ الأسر المعوزة البالغ عددهم 3 ملايين تلميذ والتي تعكف لجان على مستوى البلديات والدوائر بإحصاء قوائمهم، فضلا عن أبناء المدرسين. كما رصدت الدولة حوالي 40 مليار دينار لدعم التمدرس خلال السنة الدراسية 2011-2012، حيث خصص هذا الغلاف في المقام الأول إلى المطاعم المدرسية التي تعززت شبكتها منذ مباشرة إصلاح المنظومة التربوية فقد ارتفع عدد المطاعم المدرسية من 4114 سنة 1999 إلى 13962 سنة 2011، ويشمل التضامن المدرسي أيضا المسجلين في النظام نصف الداخلي و الداخلي حيث رصدت الدولة 7.2 مليار دينار للتكفل ب 833.589 مسجل في النظام نصف الداخلي و59 ألف في النظام الداخلي. وفيما يخص منحة التمدرس التي أقرها رئيس الجمهورية منذ الدخول المدرسي 2000/2001 فتتعلق ب 3 ملايين تلميذ من الأسر المعوزة، وأكد وزير التربية أن هذه المنحة التي تبلغ 3 آلاف دينار يجب أن توضع تحت تصرف المستفيدين في الأيام الأولى من الدخول المدرسي، موضحا أنها تمثل غلافا ماليا بقدر ب 9 ملايير دينار، كما يستفيد 584.259 تلميذ من مختلف الأطوار التعليمية من النقل المدرسي حيث تضم الحظيرة 4565 حافلة. ومن جهة أخرى قرّر نقابيون وعمال ومساعدون تربويون الدخول في حركة احتجاجية، تزامنا مع الدخول المدرسي، وفي هذا السياق قررت النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني «السناباست» شن حركة احتجاجية سيتحدد موعدها لاحقا، احتجاجا على «رفض وزارة التربية تلبية المطالب المرفوعة والتي تعهدت بحلها يوم 16 أفريل من السنة الجارية». وأكد «مزيان مريان» المنسق الوطني للنقابة في ندوة صحفية عقدها أول أمس أن الدورة الوطنية للنقابة والتي سيتم تنظيمها في النصف الثاني من الشهر الجاري، سيتم فيها تحديد تاريخ ونوعية الحركة الاحتجاجية المزمع تنظيمها ردا على وزارة التربية، التي قال «إنها لم تف بوعودها» بخصوص المطالب المتعلقة بمراجعة النظام التعويضي. وحسب «مزيان مريان» فإن السناباست تطالب بزيادات في الأجور تعادل 40 بالمائة من الأجر القاعدي، منتقدا استفادة قطاعات أخرى من زيادات كبيرة، في حين أن قطاع التربية التي «ظل يحتج منذ 2003 لم يستفيد إلى الآن»، كما طالب برفع منحة الدخول المدرسي للأساتذة من 8 آلاف دينار إلى 15 ألف دينار، كما تدعو النقابة حسب منسقها الوطني إلى رفع منحة 3 آلاف دينار إلى 10 آلاف دينار، وتعميمها على جميع التلاميذ. وبدوهم أعلن المساعدون التربويون عن الدخول في إضراب وطني سيتم تحديد موعده قريبا، وبحسب بيان اللجنة الوطنية لمساعدي التربية المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، فإنه سيتم «الدخول في إضراب وطني سيتم تحديد تاريخه ومدته خلال الأيام القليلة القادمة»، وأضاف البيان أن «الإجراءات التي تدعي الوصاية أنها جاءت لتخدم مصلحة المساعدين التربويين من خلال إعفائهم من بعض المهام التي لطالما مارسوها من قبل بإخلاص، ما هو إلا ذر للرماد في العيون وتجويف وظيفة هذه الفئة، بل هو تأكيد على سياسة التهميش». ويطالب المساعدون التربويون ب«بإعادة التصنيف وفتح مجال الترقية»، وهي المطالب التي «لطالما تنصلت وتهربت الوصاية من التكفل بها، من خلال وعودها التي لم يتم الوفاء بها لحد الآن ولعدة سنوات»، يضيف البيان، الذي جاء فيه أيضا «إن هذا التماطل يدفع بنا اليوم إلى رفع درجة التأهب والاستنفار لدى قواعدنا من أجل الوقوف وقفة رجل واحد حين يقتضي الأمر حتى نمضي قدما لتحقيق مطالبنا المشروعة».