تسببت التقلبات الجوية المسجلة خلال اليومين الماضيين بعدة ولايات من شرق الوطن في مقتل 9 أشخاص وسد الطرقات وانهيار المباني وإتلاف ممتلكات المواطنين، خاصة وأنّ موجة الاضطرابات ستبقى بهذه القوة، إلى غاية زوال اليوم الاثنين، حسب توقعات مصالح الأرصاد الجوية. أدى تساقط هذه الأمطار الغزيرة إلى فيضان العديد من الأودية بولاية باتنة، عُزلت على إثرها عدة بلديات، منها بلدتا الشمرة وأولاد فاضل، ونظرا لارتفاع منسوب الأودية بالبلدتين المذكورتين تم بولاية باتنة تشكيل خلية أزمة لمتابعة هذه الوضعية عن كثب ببلدتي الشمرة وأولاد فاضل، حيث سارع والي الولاية إلى تشكيل خلية أزمة على مستوى الولاية لمتابعة الوضعية بالبلدتين، وعملت هذه الخلية على مساعدة المواطنين في تجاوز هذه الكارثة. وكان رئيس دائرة أولاد فاضل قدم نداء عاجلا للمسؤولين المحليين للتدخل السريع، بعد أن داهمت مياه ثلاثة أودية المدينة، وتسربت إلى منازل العشرات من المواطنين الذين تم إجلاؤهم إلى المتوسطة الوحيدة بالبلدية، وكذا المسجد اللذين يقعان في مكان مرتفع نوعا ما. كما أضاف «جمعي بومعراف» أنّ هذه الفيضانات خلفت خسائر في الأرواح وخسائر مادية معتبرة، أدت إلى انهيار العديد من السكنات، موضحا أنّ السلطات المحلية أقدمت على إعادة إسكان المنكوبين بالمدارس، وفي الوقت الذي يبقى فيه الطريق الوطني رقم 88 بين ولايتي خنشلةوباتنة، مرورا ببلدية أولاد فاضل جد صعب أمام حركة المرور، ساهم التدخل السريع لأعوان الحماية المدنية ومصالح الأشغال العمومية في التخفيف من منسوب مياه الوادي الذي يقطع بلدية الشمرة، هذا وأثارت الفيضانات، التي أدت إلى عزل بلدتي الشمرة وأولاد فاضل نهائيا عن بقية مناطق ولاية باتنة بعد أن غمرتها المياه والسيول الجارفة، هلعا وارتباكا كبيرا لدى المواطنين الذين أعرب معظمهم عن تخوفهم من حجم هذه الكارثة. وبقسنطينة انهارت صباح أول أمس، بنايتان في حي الثوار، جراء الأمطار الغزيرة، وبالكيلومتر الخامس عانى السكان من سيول الأمطار التي اجتاحت منازلهم، حيث بلغ ارتفاع منسوب المياه حد المتر والنصف، فيما قضى سكان المدينة القديمة، خاصة السويقة السفلى وعوينة الفول ليلة بيضاء، خوفا من انهيار منازلهم الهشة فوق رؤوسهم، أما تجار المنطقة الصناعية «بالما» فاشتكوا من اجتياح المياه لمحلاتهم، ما جعلهم يتكبدون خسائر بالملايين. وفي بسكرة تسببت الأمطار المتساقطة، والتي قدرتها مصالح الأرصاد الجوية ب45 ملم، في انحراف القطار السريع للركاب المؤدي إلى قسنطينة عند مخرج مدينة بسكرة، كما سجل 25 تدخلا لمصالح الحماية المدنية، بسبب الأضرار التي ألحقت بالمساكن القديمة، حيث عاش قاطنوها ليلة سوداء. وفي بلدية سيدي عقبة تم إجلاء عائلتين تقطنان بمقبرة طريق “عين الناقة” إلى المرأب البلدي بعد أن غمرت المياه مسكنيهما، كما تم إجلاء عائلة تتشكل من 6 أفراد بقرية الديفل بأولاد جلال إلى مستشفى عاشور زيان، نتيجة غمر مياه الوادي لمسكنها، وتسببت الأمطار الغزيرة في قطع الطريق الوطني رقم 83 على مستوى وادي المالح بطريق سيدي عقبة وعند مخرج مدينة بسكرة باتجاه نفس الطريق.