اعتبر الخبير الجزائري في مجال الطاقة والبترول «شمس الدين شيتور» أن الجزائر بحاجة بصفة عاجلة إلى اعتماد نموذج طاقوي «مرن شامل ومتعدد القطاعات» لمجابهة التحديات المطروحة في هذا المجال الحيوي. وقال الخبير «شيتور»، أول أمس بميلة في محاضرة حملت عنوان «عالم الطاقة سنة 2030»، أن هذا النموذج الطاقوي سيمنح القدرة على «توسيع اللجوء للطاقات المتجددة وفي مقدمتها الطاقة الشمسية» ، ونبه شيتور الذي يشغل منصب مدير مخبر الطاقات الحجرية بالمدرسة المتعددة التقنيات بالعاصمة ومهندس بالمعهد الجزائري للبترول، في محاضرة ألقاها بالمركز الجامعي لميلة، إلى أن الجزائر «ربما لن تكون قادرة على تصدير البترول في آفاق 2030 بسبب تراجع مستمر لاحتياطي البترول للبلاد»، وأضاف أنه «من الضروري أن نعتمد على مخططات يساهم فيها الجميع من أجل ترشيد استهلاك الطاقة وتخفيض اللجوء للطاقات المتحجرة وتفادي الوضعية الحالية التي تجعل البلاد معتمدة بشكل يكاد يكون كليا على المحروقات التي تمثل، كما قال 98 بالمائة من موارد البلاد». وحث هذا الخبير في ذات السياق على تطوير اللجوء للطاقة الشمسية لاسيما في الصحراء التي تتوفر على مخزون لا متناهي وهو ما يمكن تثمينه في تحريك دواليب الحياة الاجتماعية والاقتصادية، مشيرا إلى «ضرورة ترشيد و اقتصاد استهلاك الطاقة بتفادي تبذيرها»، وأكد «شيتور» أمام إطارات وأساتذة وطلبة المركز الجامعي لميلة بأن الرهانات المستقبلية للعالم تميل نحو مزيد من هيمنة الدول الكبرى التي ستعمل بوصفها من أكبر مستهلكي الطاقة على السيطرة بكل قوة على منابع ومصادر الطاقة عبر المعمورة «ما يعني توقع حدوث المزيد من الحروب حول محاور لعل أهمها الطاقة والماء»، فضلا عن الانعكاسات المتزايدة والناجمة عن الاحتباس الحراري والمتمثلة خاصة في ارتفاع الحرارة والتقلبات المناخية المؤدية لكوارث بيئية، وأوضح الدكتور «شيتور» بالمناسبة بأن الكثير من الأحداث الجارية اليوم في العالم العربي «لا علاقة لها بحقوق الإنسان» بقدر ما هي معبرة عن نوايا غربية «للسيطرة على مصادر البترول خاصة مثلما الحال في ليبيا»، على حد قوله.