انتقد أمس البروفسور شمس الدين شيتور، غياب نموذج طاقوي واضح في الجزائر، محذرا من الانعكاسات الخطيرة على مستقبل الأمن الطاقوي للبلاد في حال عدم مسارعة الحكومة إلى البحث عن نموذج مناسب لإنتاج واستهلاك وتصدير الطاقة قبل حلول الكارثة المتمثلة في نفاذ الاحتياطات التي تتوفر عليها الجزائر في مجال النفط والغاز. * وأكد البروفسور شيتور، خلال حلقة نقاش نظمت في إطار الأيام التقنية والعلمية الثامنة لمجموعة سوناطراك، أن جميع الدراسات الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة تشير إلى أن الجزائر ستخرج من نادي الدول المصدرة للمحروقات بداية 2030، أي بعد حوالي 20 سنة من الآن، مضيفا أن هذه الوضعية خطيرة جدا وتتطلب من الحكومة المسارعة إلى وضع الحلول المناسبة لمجابهة ذلك وفق خطة إستراتيجية شاملة واضحة ومتكاملة، تقوم على عقلنة وترشيد الاحتياطي الطاقوي الحالي، بالإضافة إلى اللجوء وبسرعة إلى استغلال الطاقات المتجددة والطاقة الكهرونووية. * وأشار البروفسور شيتور إلى التأخر الكبير المسجل في الجزائر بالمقارنة مع الجيران في مجال استخدام الطاقات المتجددة وترشيد استغلال الطاقة، وقال إنه لا يعقل أن نقوم ببناء مليون مسكن ولا نفكر في السخانات الحرارية، ونبني طريقا سريعا طوله 1200 كم ولا نفكر في تركيب ألواح شمسية على طول الطريق، مضيفا أن تونس أصبحت تملك نموذجا جد متطور في مجال استغلال الطاقة الشمسية يضاهي ما هو معمول به في الدول المتقدمة. * وأوضح شيتور أن التوجهات الكبرى الحالية في العالم تشير إلى أن الوصول إلى ذروة الإنتاج الطاقوي العالمي سيزيد من مخاطر النزاعات والحروب في العديد من المناطق التي ستعرف أيضا شحا خطيرا في المياه وارتفاعا كبيرا في نسب التلوث والمزيد من الإضرار بالبيئة وارتفاعا كبيرا في فترات الجفاف، مما سيستدعي من الجزائر كدولة إيلاء عناية كبيرة للبحث العلمي ورفع نسبة الاندماج التقني والصناعي محليا من أجل الاستفادة من الاحتياطي الضخم من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي تتوفر عليها الجزائر؛ لأن استغلال الطاقات المتجددة مكلف جدا ماليا، وليس من مصلحة الجزائر تصدير البترول والغاز لاستيراد تجهيزات الطاقة الشمسية، مشددا على أن مسؤولية استهلاك الطاقة في الجزائر لا تقتصر على وزارة الطاقة، بل هي مسؤولية الجميع، من المدرسة إلى الأسرة إلى جميع القطاعات. * وكشف رضا رباح، الخبير الاقتصادي ومستشار التطوير في شركة "دوبونت" العالمية، في تصريح ل "الشروق اليومي" أن الجزائر تتوفر على فرص كبيرة جدا في المجال الطاقوي، وخاصة في مجال الطاقات المتجددة، لكنها تبقى غير مستغلة بسبب النقص المسجل في التقنيات والتكنولوجيا الحديثة، مضيفا أن شركة "دبونت" تتوفر على خبرة لأزيد من قرنين في أزيد من 75 دولة، منها الجزائر، وهي تعمل على تطوير حلول عالية الأداء في قطاع النفط والغاز وتحلية مياه البحر وإنتاج الطاقة الكهربائية وإنتاج المواد العازلة وغير القابلة للاحتراق وإنتاج المواد والمركبات الكيماوية ذات الكفاءة العالية في قطاعات صناعية وإنتاجية عديدة، بما فيها التقنيات المتعلقة باقتصاد الطاقة وخفض التلوث والزراعة والاتصالات. * وقال رضا رباح إن الحلول التقنية المقترحة من قبل "دوبونت" تسمح للدول المنتجة للنفط والغاز برفع القدرات الإنتاجية والاستغلال الأمثل لحقول النفط والغاز وقطاعات الطاقات المتجددة بفضل حلول التكنولوجيا النظيفة، مضيفا أن قطاع الصناعات البتروكيمياء الجزائري سيستفيد بكثرة من الحلول المقترحة من قبل الشركة، خاصة في مجال خفض التلوث ورفع كفاءة مكافحة التلوث، وخاصة إنتاج البنزين غير الملوث، وإنتاج أنواع البلاستيك العالية الجودة. *