سيشرع في إطار برنامج 2012 بولاية خنشلة في دراسة تخص إنجاز ملحقة تابعة للمركز الوطني للأبحاث والدراسات التاريخية حسب ما علم من مصالح الولاية، وسيعمل هذا المرفق الذي يدخل إنجازه في إطار مشاريع المخطط الخماسي للتنمية 2010-2014 على إرساء أرضية تتعلق بجمع وإحصاء البحوث والدراسات التاريخية للحضارات القديمة التي تعاقبت على هذه المنطقة من الأوراس. وحسب ما جاء في عرض حول عمليات تنموية مبرمجة للإنجاز السنة المقبلة، فإن هذه المنشأة التي سيرصد لها مبلغ مالي معتبر للدراسة والإنجاز ستتولى الكشف عن الآثار التي لا تزال مادة خام تحت التراب، مثلما يلاحظ بالنسبة للموقع الأثري لقصر “الكاهنة” المتمركز ببلدية “بغاي”، وكذا ضريح “سدياس” المعروف بقصر “جازية” قرب بلدية “المحمل” وغيرها من المعالم والآثار التاريخية بعدة جهات بالولاية. كما سيكون هذا المرفق عند إنجازه استنادا إلى مديرية الثقافة مرجعا للمهتمين والمتتبعين للدراسات والبحوث التاريخية القديمة، إلى جانب ما سيمثله من ذاكرة تاريخية وتراث مادي بمنطقة الأوراس التي حكمها الأباطرة والملوك وكانت آخرهم ملكة البربر “الكاهنة”، التي بسطت سيطرتها عليها كاملة قبل الفتح الإسلامي بقيادة “حسان بن النعمان”. يذكر أن منطقة خنشلة التي أطلق عليها الرومان اسم “ماسكولا”، وهو الاسم الذي يجهله الكثير من سكان المدينة رغم أنه مكتوب على واجهات المحلات التجارية كالمطاعم والمقاهي والحمامات وغيرها من المرافق الخدماتية والتجارية، كما يبقى ضريح “سدياس” الذي تعتبره الذاكرة الشعبية أنه يمثل قصر “جازية” في علاقتها ب”ذياب” ضمن سلسلة أسطورة سيرة “بني هلال” مجهولا لدى الكثير باستثناء المؤرخين والمتتبعين للتاريخ القديم وغيره من المواقع التاريخية بالمنطقة.