تمكّن عناصر حراس الحدود بولاية تلمسان أمس من إلقاء القبض على شبكة تنشط في تهريب النحاس عبر الحدود الجزائرية المغربية. أفادت مصادر مطلعة أن عناصر هذه الشبكة كانوا بصدد تهريب 154 قنطارا من النحاس إلى المغرب، مضيفة أن قوّات حرس الحدود مدعومة بفرقة أخرى قامت بنصب كمين لإلقاء القبض على أفراد هذه الشبكة الذين كانوا على متن خمس سيارات مملوءة بالسّلع المهرّبة منها 31 ألف مفرقعة و2500 لتر من مادة المازوت، وكمية معتبرة من قطع الغيار، وحسب ذات المصادر فإن قيمة السّلع التي كانت في طريقها إلى الحدود المغربية تضاهي 50 مليار سنتيم. وكشفت ذات المصادر أن التحقيقات جارية مع الرأس المدبر للشبكة الذي وجهت له تهمة استنزاف الثروات المعدنية، حيث كشفت أولى المعلومات وقوف رجال أعمال مغاربة وراء تهريب كميات كبيرة من النحاس وإعادة تصنيعه وبيعه في أوربا، وفي هذا السياق قالت مصادر من مصالح الدرك الوطني أنها فتحت تحقيقات موسعة، حول شبكات جزائرية مختصة في سرقة وتهريب النحاس، جندت من طرف المافيا المغربية لإمدادها بالنحاس الذي يبقى سعره مرتفعا في البورصات العالمية بسبب ندرته واستهدافه من قبل عصابات محترفة، مسببة بذلك خسائر بالملايير لشركة “سونلغاز” و”اتصالات الجزائر”، كما تسببت في تخريب آلاف الشبكات الخاصة بخدمة الهاتف الثابت. وحسب إحصائيات مصالح الدرك الوطني التي قدمت مؤخرا، فإن ولاية معسكر تعتبر من أكثر الولايات تضررا من حيث عدد كميات الكوابل النحاسية المسروقة خلال هذه السنة، إذ أحبطت مصالح الدرك محاولة سرقة أزيد من 55 طنا من الكوابل النحاسية كانت موجهة للتهريب نحو المغرب، في حين كانت آخر عملية قامت بها المصالح ذاتها في بداية هذا الشهر، إذ تم حجز 52 طنا من الأسلاك النحاسية، على متن شاحنتين موجهتين للتهريب، وأسفرت عملية التحقيق مع أفراد الشبكة أنهم على صلة بشبكة دولية تمتد إلى المغرب، فيما ما يزال التحقيق متواصلا في القضية.