تسبب ارتفاع أسعار الفسائل في كبح برنامج غراسة الزيتون عبر المناطق الفلاحية لولاية المسيلة، حسب ما علم من مسؤولي القطاع، وأوضح مدير المصالح الفلاحية أنه بالإضافة إلى عامل ارتفاع أسعار فسائل الزيتون الذي يتراوح بين 120 دينار و320 دينار للفسيلة الواحدة تشكو ولاية المسيلة من غياب المشاتل التي من شأنها أن تمون الولاية بالفسائل عموما والزيتون خصوصا. وأضاف نفس المصدر أنه في ظل استهلاك الولاية مما لا يقل عن 500 ألف فسيلة من الزيتون سنويا، فإن مصالح الفلاحة تضطر إلى الاستنجاد بمشاتل بولايات مجاورة على غرار البليدة وبومرداس وغيرهما، موضحا أنه حتى في حالة استقرار الأسعار كثيرا ما يجد الفلاحون المنخرطون في عملية غراسة الزيتون صعوبة في الحصول على العدد الكافي من الفسائل بسبب نقص العرض. وتأتي هذه الإشكالية في حين كان وزير القطاع قد أعطى تعليمات منذ أزيد من سنتين لاسترجاع 3 مشاتل على مستوى ولاية المسيلة تابعة لمؤسسة الغابات بالولاية “إيميفور” منذ عشرية، وذلك للمساهمة في دعم برنامج غراسة الزيتون بالمسيلة، وحسب محافظة الغابات فإن ملف هذه المشاتل ينتظر البث فيه من قبل مصالح أملاك الدولة على مستوى مركزي حتى يتسنى بعد ذلك للمحافظة إعادة بعث نشاط هذه المشاتل. يذكر أن ولاية المسيلة سجلت قفزة وصفت من قبل المسؤولين المحليين وممثلي الفلاحين ب”النوعية”، كون مساحات الغراسة بها توسعت من أقل من 400 هكتار في 2000 إلى أزيد من 6 آلاف في الوقت الحالي، وساهم هذا التوسع في غراسة الزيتون في دعم دخل ما لا يقل عن 10 آلاف عائلة موزعة على مناطق الولاية تشط في غراسة الزيتون، إضافة إلى نشاطها الأصلي المتمثل في تربية المواشي.