تضاعفت المساحات المغروسة بأشجار الزيتون خلال السنوات الاخيرة بولاية المسيلة وقفزت من 500 هكتار عام 2000 الى 4200 هكتار نهاية 2008 حسبما استفيد من مديرية المصالح الفلاحية. واستنادا الى ذات المصدر فإن هذا التضاعف يعود الى الاقبال الكبير للفلاحين على غراسة هذه الشجرة بعد أن تبين تكيفها مع مناخ الولاية القاري الحار صيفا والبارد والممطر شتاء. كما أن عوامل أخرى ساهمت في هذا الاقبال من بينها عدم استهلاك هذا النوع من الاشجار للمياه حيث يجري سقيها مرة واحدة مقابل عدة مرات مقارنة مع شجرة مثمرة أخرى كالمشمش كما لاتحتاج الى الكثير من الرعاية كالتقليم المستمر واستعمال المبيدات. وأوضحت مصادر من المديرية أن شجرة الزيتون تتحمل ملوحة التربة المنتشرة في بعض مناطق ولاية المسيلة كما أنها معمرة مقارنة مع باقي الاصناف من الاشجار التي يرشح البعض منها المغروس خلال العشرية الماضية للتلف بسبب الملوحة التي تصعد الى سطح التربة بفعل السقي المكثف . واعتبر بعض من تقنيي محافظة السهوب التي تعد أول من نادى بضرورة تعميم غراسة الزيتون بولاية المسيلة نهاية التسعينيات بأن هذه العوامل مجتمعة جعلت سكان السهوب يعمدون الى غراسة أشجار الزيتون حتى انهم ساهموا في بداية العام 2000 الى توجيه الوصاية (وزارة الفلاحة) الى اعتبار "المسيلة ولاية نموذجية في غراسة الزيتون" . وبالرغم من أن مردوديتها منعدمة على الاقل في الاعوام الخمسة الاولى من غراستها الا أن الفلاحين مصرون على توسيع غراستها وذلك لسبب يرجعه بعض فلاحي المنطقة الى تمكين ذات الغراسة من توسيع زراعات أخرى حيث يمكن استغلال المساحات الفاصلة بين الاشجار لغراسة بعض الخضروات. وحسبما اوضحه ذات الفلاحين فان توسيع مساحات غرس اشجار الزيتون مكنهم من الشروع في نشاطات فلاحية اضافية كتربية النحل وان كانت في بدايتها الا أنها تبشر ب"مستقبل زاهر" لذات النشاط على حد تعبيرهم. ومن جانبه قال السيد لمجد ناصر صاحب معصرة لزيت الزيتون ببوسعادة (المسيلة) بأن غراسة الزيتون بالرغم من أنها تعد حديثة ولم يدخل الا القليل من أشجار الزيتون حيز الانتاج إلا أن معصرته عصرت ما يربو عن 8000 لتر. ولوحظ لدى أغلب فلاحي المسيلة الذين باشروا غراسة الزيتون الاعتماد شبه الكلي على المنتج للزيت أي الموجه للعصر دون مثيله الخاص بالاستهلاك والذي يكون فيه حجم الحبة أكبر من الأول وهذا اعتقادا عند أغلبهم بأن انتاج الزيت أسرع وأكثر مردودية من سابقه . ويرون بأن انتاج الزيتون الموجه للاستهلاك يحتاج الى ثقافة تصبير معينة غير متوفرة بالبيوت كما لاتتوفر وحدات التصبير على مستوى المنطقة مما وجه الى انتاج زيتون العصر. وعلى نقيض مما اشير اليه يعتبر العديد من فلاحي المنطقة الشمالية للولاية بأن توفر فسائل الزيتون ذي الحجم الصغير الموجه للعصر دون مثيله للاستهلاك هو ما وجه الفلاحين الى غراسة النوع الأول . وللمسيلة حكاية مع غراسة الزيتون تعود الى عصور ماقبل التاريخ حيث تروي الوقائع التارخية أن منطقة الشرق الحالية للولاية كانت عامرة بالزيتون خصوصا بالقرب من الاودية وذلك لكون هذه الغراسة متوسطية معروفة في أغلب المناطق بل وهناك دلائل على أن الوجود الروماني بالمنطقة ببشيلقة حاليا او تارمونت اقترن بزيت الزيتون. وفي السبعينيات من القرن الماضي قامت منظمة التغذية والزراعة (فاو) بتجربة غراسة الزيتون في المنطقة المجاورة للمعاضيد التي تتوسط عاصمة الولاية واولاد دراج حيث يروى من عايشوا التجربة بأنها نجحت كثيرا كونها مكنت من انتاج الزيتون الموجه للاستهلاك حتى أن تلك المنطقة محل التجربة أصبحت منذ ذلك الوقت تسمى بالزيتون . ويذكر أن ولاية المسيلة بحكم موقعها الهام مرشحة حسب مصالح الفلاحة بالولاية أن تكون مستقبلا احدى مواقع انتاج الزيت من خلال التوسع الذي تشهده مساحات غراسة الزيتون التي تسير بوتيرة تقدر بغرس ما يزيد عن 500 هكتار في السنة.