خصّت جمعية نجوم الشباب، تحت رعاية وزارة الثقافة وبالتنسيق مع مديرية الثقافة لولاية الجزائر سيدة الشاشة الجزائرية الفنانة القديرة بهية راشدي بحفل تكريمي رائع يليق بمقام سيدة الفن الراقي، وهذا اعترافا لها بسجلها الحافل بالعطاء والإبداع من خلال الأدوار التي قامت بها سواء في السينما أو التلفزيون. شهد قصر الثقافة مفدي زكريا توافد الفنانين والإعلاميين وحتى الجمهور الذي قدم من كلّ حدب وصوب لحضور هذا العرس الاحتفائي الذي يعتبر السادس في رصيد الجمعية. وما إن دخلت الممثلة القديرة بهية راشدي القاعة مرتدية الزي التقليدي المتمثّل في القفطان، حتى علت التصفيقات مرفوقة بإيقاعات الزرنة والزغاريد، حيث جلست في الصف الأول رفقة والدتها السيدة عائشة . كان هذا الحفل من تنشيط الوجه التلفزيوني المعروف مراد زيروني الذي أثنى كثيرا على المسار الفني للسيدة بهية راشدي، فالتكريم كما قال ليس نهاية خدمة أو إحالة على التقاعد بل هو دفعة قوية للعطاء أكثر. كان برنامج السهرة التكريمي ثريا حيث أبدعت الفرقة الموسيقية “المطربية” تحت قيادة المايسترو بوعلام راشدي في عزف أعذب الألحان لكوكتال يتنوع بين الشعبي والعاصمي والسطايفي والشاوي، حيث استهلت الحفل فنانة الأعراس حسيبة عبد الرؤوف التي غنت بإحساس لا نظير له، ليلها فنان الشعبي علي لقام، ثم الفنانة بريزة السطايفية التي أمتعت الحضور بإيقاعاتها الخفيفة والراقصة، لتختم الفنانة القديرة نادية بن يوسف السهرة التي سادتها أجواء حميمية خاصة. ليحين بعدها وقت الحسم وهو لحظة التكريم وتقديم الهدايا، وكانت البداية مع السيدة دنيا التي مثلت كلّ من وزارة الثقافة وكذا مديرية الثقافة لولاية الجزائر حيث قدمت لها شهادة شرفية ومجموعة من الهدايا، ومن جهته تقدّم السيد شردود ممثل للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة إلى المنصة ليقدم للفنانة القديرة هدية تتمثل في مبلغ مالي، بالإضافة إلى قصر الثقافة الذي ساهم هو الآخر في تقديم هديته الرمزية، وقد حضّرت جمعية نجوم الشباب مفاجأة لبهية راشدي تمثّلت في منحها لوحتين جميلتين، الأولى تتمثل في صورتها عن دورها في فيلم طاهر جاووت رحمه الله إلى جانب سيد علي كويرات، أما الثانية فكانت لزوجها الراحل محمد راشدي، ومسك الختام كان بتقديم السيد فاتح بن اسماعيل رئيس جمعية نجوم الشباب وسام الاستحقاق للسيدة بهية راشدي، حيث التحق عقبها مباشرة جميع الفنانين إلى المنصة لتهنئتها على هذا التكريم المستحق. وقد عبّرت لنا من جهتها السيدة بهية راشدي عن عميق فرحها بهذا التكريم وهذه الالتفاتة التي كاد صدرها ينشق من شدة الفرحة كما صرحت، حيث اعتبرت أنّ التكريم والأوسمة مهم جدا في حياة أيّ فنان، لكن يبقى أحسن تكريم للفنان هو الظفر بمحبة الجمهور، وأفادت أنّ الجمهور هو الناقد الذي تحسب له ألف حساب وحكمه نهائي لا رجعة فيه، كما تمنت لو تسود ثقافة تقييم ونقد الفنانين لبعضهم البعض بموضوعية وتبادل وجهات النظر، وقد استبشرت خيرا بالوجوه الشابة الصاعدة فهي تعد بالكثير لأنّهم تخرجوا من المعاهد ويملكون قدرات لا بأس بها ويجب أن نقف إلى جانبهم فهم زخر هذا الوطن، وعن الدور الذي تحلم بتأديته هو دور لإحدى بطلات الجزائر وما أكثرهن، وتبقى السيدة القديرة نورية أطال الله في عمرها هي مثلها الأعلى في التمثيل، وتضيف السيدة بهية راشدي الإنسان الذي يمنح كلّ ما عنده للآخرين يحتاج دائما لحب الآخر وللكلمة الطيبة التي تشجعه على الاستمرارية، يحتاج إلى الالتفاتة من المسؤولين ويحتاج أيضا إلى المعاملة الحسنة والابتسامة الصادقة .