بادرت جمعية ''نجوم الشباب'' أول أمس، بتكريم الفنانة القديرة سلوى بقصر الثقافة، عرفانا لها ولمسيرتها الفنية الممتدة عبر 50 عاما، الحفل حضرته عدة وجوه فنية وثقافية وجمهور واسع من عشاق سلوى. دخلت السيدة سلوى قاعة مفدي زكريا على وقع الزغاريد ونغمات الزرنة محاطة بمجموعة من المضيفات ومديرة قصر الثقافة، فور وصولها الى الصف الأمامي استقبلها الحضور وفي مقدمتهم السيدتان بهية راشدي وزهية بن عروس. مباشرة افتتح الحفل بوصلة موسيقية أندلسية، ليتقدم بعدها المنشط مراد زيروني الذي وقف عند المناسبة مع التحية الدائمة للفنانة التي كانت تتابع برنامج الحفل باهتمام. في الكلمة التي ألقتها السيدة سلوى، حرصت على تحية الجمهور الذي كان دوما وراء نجاحها واستمرارها، كما حيت بالمناسبة الإذاعة والتلفزة الجزائرية التي تربطها بها ذكريات جميلة منذ أن دخلتها وهي لا تتعدى ''14 سنة'' من العمر. كما رحبت سلوى بالفنانات الشابات، خاصة أسماء جرمون التي رأت فيها مستقبلا مشرقا للأغنية الجزائرية. وتم بالمناسبة أيضا عرض فيلم تسجيلي قصير يرصد مسيرة الفنانة طيلة 50 عاما من العطاء في الغناء والتمثيل، علما أن أغلب الصور واللقطات المعروضة كانت من انتاج التلفزيون الجزائري، كما شارك في هذا الفيلم الباحث الموسيقي عبد القادر بن دعماش، الذي أعطى محطات مهمة من الحياة الفنية لسلوى، خاصة في فترة الستينيات والثنائي الذي كونته مع الراحل ميسوم. بعدها تداول على المنصة عدة فنانين قدموا مختارات من أغانيهم، منهم عبد القادر شرشام، أسماء جرمون، نعيمة عبابسة، حسيبة عبد الرؤوف، فلة عبابسة وفرقة المطربية. على هامش الحفل افتتح معرض للصور يضم بعض الشهادات والتكريمات التي نالتها سلوى، إضافة الى صورها التذكارية مع بعض الفنانين العرب كصباح اللبنانية والفنان عبد الهادي بلخياط. للإشارة، فإن عميدة المطربات الجزائريات، سلوى، كانت قد عادت الى أرض الوطن الأسبوع الفارط بعد رحلة علاج بفرنسا دامت شهرا كاملا بعد تعرضت لوعكة صحية حادة، لكن هذه الأخيرة لم تمنعها عن جمهورها لتقرر طرح ألبوم جديد لها، ابتداء من الربيع القادم.الفنانة سلوى استطاعت أن تترك بصمتها في الأغنية الجزائرية بكل طبوعها والتي صالت وجالت مشرقا ومغربا للتعريف بتراثنا الغنائي. السيدة سلوى أو (نميتي فطومة) من مواليد سنة 1935 بالبليدة، تفتقت مواهبها في الحصص الإذاعية الصبيانية، الى أن اشتركت مع الراحل باشطارزي في المسرح الإذاعي سنة ,1959 طارت سلوى الى باريس لتلتقي بالحاج عمر وهو فنان كبير (توفي سنة 1982)، ليقدمها بدوره الى أخيه الفنان عمراوي ميسوم الذي اقترح عليها الغناء لتدخل التجربة بكل ثقلها، كما أعادت أغاني ليلى الجزائرية منها »ياحليوه«، »بان الفجر وغنى الليل« و»يا بنت بلادي«. سنة 1960 أدت سلوى رائعة »لالا يمينة« التي سجلت أكبر المبيعات بفرنسا، وهي من كلمات الحبيب حشلاف وتلحين ميسوم، والأغنية مطلوبة الى اليوم من الجمهور. واصلت سلوى مشوارها بخطى ثابتة فأنتجت »يا اولاد الحومة« و»كيف رايي همّلني« سنة .1962 كما تعاملت مع أكبر الموسيقيين في الجزائر وتونس (عازفين) منهم قدور شرشالي، محمد كعبور وإبراهيم المغربي وغيرهم. تعاملت سلوى مع الفنان العملاق رضا فلكي »حمو« ومن الملحنين معطي بشير، محبوباتي، شريف قرطبي وغيرهم.في سنة 1963 رحلت سلوى الى المشرق (مصر، لبنان والعراق) وعاشت به سنتين لتتعرف على أكبر الملحنين، ثم رحلت الى المغرب لتتعاون مع عبد السلام عامر وإبراهيم العلمي. بعد هذا النجاح توجهت سلوى الى الحوزي، خاصة بعد وفاة فضيلة الدزيرية، وقد نصحها مصطفى كشكول بمقابلة عبد الكريم دالي الذي علمها أصول الحوزي لتسجل »الحوازة« و»الأندلسي«. أدت سلوى الطقطوقات منها »أنا غزالي« التي لا تزال تعاد الى اليوم من الفنانين الشباب، كرمت سلوى في الجزائر وفرنسا.. علما أنها سجلت أعلى المبيعات في الستينيات. للتذكير، فقد سبق لجمعية »نجوم الشباب« أن كرمت الراحلة »طيطمة« وبوعلام رحمة في انتظار أسماء جزائرية أخرى تستحق العرفان.