نظمت ميدياتيك بديدوش مراد التابعة لمؤسسة فنون وثقافة، أمسية شعرية أدارها الشاعر عبد الحفيظ بوخلاط وشارك في إثراء فعالياتها كوكبة من الشعراء الجزائريين، ويندرج هذا النشاط الثقافي ضمن البرنامج الأسبوعي الذي تسطره فوزية لارادي كلّ يوم اثنين وأربعاء. الأمسية الشعرية نشطها الشاعر عبد الحفيظ بوخلاط حيث كان همزة الوصل بين مختلف الشعراء، وقد زادتها رونقا وجمالا الشاعرة والإعلامية ياسمين جنوحات التي ألقت بإحساسها المرهف و عذوبة صوتها قصيدة “قليل من الحب يكفي” وكذا قصيدة أخرى تناجي فيها الله الذي بهداه يخفق الفؤاد حيث نراه في كلّ آية تجلت فهو مقصدنا ورجاؤنا. ليلطّف من جديد منشط الأمسية الشاعر عبد الحفيظ بوخلاط الجو الشعري ويزيدها خفة وحلاوة بإلقائه قصيدة غزليةتلاها دور الشاعرة نادية حمزة التي قدمت قصيدة “أمواج البحر” وهي قصيدة في الشعر الملحون ودائما في الشعر الملحون ألقى الشاعر بوخلاط قصيدة يهيم بها في جمال المرأة البدوية روحا وشكلا وخلقا، فأهل البدو معروفون بالكرم والجود، لتحال الكلمة بعدها مباشرة إلى الشاعر المخضرم حسان بقريش ليلقي قصيدة بالأمازيغية عن التلوّث، كما ألقى قصيدة أخرى باللغة الفرنسية. وبدوره ألقى الشاعر سعدي بدوره قصيدة باللغة الفرنسية يناجي فيها الله و يذكّر بآيات الله في الكون، وأنّ الله له الملك كله ولا محالة أنّ الدنيا فانية و أنّ الساعة قادمة، ودائما في الجانب الديني ألقى الشاعر بوخلاط قصيدة عن المولد النبوي الشريف الذي ستحتفي به الأمة الإسلامية الأحد المقبل.. ليختتم الأمسية الشعرية الشاعر القادم من مدينة بوسعادة بن شنيتي فارس صاحب القلم الثائر من خلال المواضيع التي تناولها، منها قصيدة “مفجر ثورة العرب” وقصيدة “قلم أم رصاصة”.. وعلى هامش الأمسية الشّعرية لفت انتباهنا حضور الممثل القدير عبد الحميد رابية الذي اقتربت منه “الأيام” وصرّح لها : “كان حضوري هنا في هذا الفضاء باعتباره فضاء ثقافيا مفتوحا لكلّ المفكرين والأدباء والمبدعين، فهو مساحة للاحتكاك بين جميع الطاقات الإبداعية وفرصة للتعارف وتبادل الخبرة، فرغم هذه المبادرات التي تنظم هنا وهناك إلاّ أنّ الثقافة وبعد 50 سنة من الإستقلال مازالت في تقهقر وانحطاط، وما زالت في غيبوبة والشيء الذي يدخل في غيبوبة من الصعب أن نحييه بسهولة”حسب عبد الحميد رابية؛ الذي أضاف قائلا: “الفعل الثقافي سيأخذ وقتا كبيرا للنهوض به وإصلاحه وإنعاشه، وفي بلادنا توجد طاقات شبانية لا بأس بها في كافة المجالات، لكن هذه الطاقات أغلقت في وجهها جميع الأبواب، للأسف الشديد .. وهذا يرجع لغياب سياسة ثقافية محكمة وغياب إستراتيجية شاملة، المجتمع دون ثقافة مجتمع جامد، لأنّ النمو والتقدم والحكم الراشد الذي يحدث في أي بلد يكون نابع من الثقافة”.