تفتح ''الجاحظية'' أبوابها للشباب للتنفيس عما يجيش في خاطره من جهة، ومن جهة أخرى للكشف عن مواهب لم تأخذ نصيبها من الظهور او هي لا تزال على الطريق تستهدي بالآخرين لتأخذ سبيلها لعالم الإبداع والشعر، وهكذا استطاعت الجاحظية أن تجمع أول أمس خمسة عشر شاعرا وشاعرة لنشاطها الأسبوعي من شعراء الملحون والفصيح من الشباب الذي يبحث عن مكان له على المنابر الثقافية. جمع غفير من الشعراء والشاعرات اكتظت بهم قاعة ''الجاحظية'' وتداولوا على منبرها الشعري ليلقي كل شاعر ما جادت به قريحته، وقد تميزت الأشعار الملقاة بالشعر الاجتماعي والعاطفي والوطني وحتى شعر الهجاء في قالبه الساخر المتهكم. افتتح الأمسية الشاب محمد كرميد وقرأ من مجموعته الشعرية المعنونة ب''عاشق من الشمال'' قصيدته المعنونة ب''الرسم الجميل'' والتي قال في مستهلها: ''همست في أذني صاحبتها وقالت: انظري أعلاه رسم جميل وكلام ما أحلاه أبائع اللوز يملك ريشة فنان أم من الفستق يجيء أعذب الكلام؟ وضحكت وأشارت إلى عينيه وقالت ما أجمله إنسان''... وقرأت طوطاح راوية قصيدة ''ليلة حب جريح'' قالت في مستهلها: '' دخلت قلبي دون علمي وسكنت فيه دون إخباري كيف أقضي الليل ولا أدري''... أما الشاعر المعروف بعمي أحمد فقد قرأ من مجموعته ''نسيم البادية'' قصيدة قال في مستهلها: ''ربي يفرحك ويهنيك'' وقصيدة أخرى عنونها ب''الطيار'' قال فيها: ''أنا أراك في الأجواء العالية يا طيار''... وقدم الشاعر القادم من برج بوعريريج قصيدته الملحونة ''جمع مس?م'' وهو الشاعر الهاشمي علي المدعو حميدة والتي قال فيها: ''جمع مس?م زين ناسوا ?اع خيار وانا بقدومي ليكم ديما حاضر''... كما قدم قصيدة هجائية سماها »''نضحك''. أما الشاعر نور الدين بوديسة فقد اعتمد شعر الحكمة حيث ألقى قصيدة في مستهلها قوله: ''ما رانيش جبال تحمل الثلوج مارانيش بحر يحمل السفاين''... من جهته، الشاعر بودالي قرأ قصيدته المعنونة ب''يا سايل'' والتي يقول فيها: ''يا سايل كراني هليك براني شايب راه اليوم تشيب معاه خصالو''... وقرأ قصيدة ''الفكرون الطائر''. أما الشاعر عبد الله سعدي فقد قرأ: ''الخير هو فالأصل هدية نطلب ربي أنكون أنا سبابو''... ليقرأ بعدها الشاعر عبد الحفيظ بوخلاط قصيدة عاطفية قال في مستهلها: ''غالية عزت عن فؤادي كما عزت نهود مرضع مبطن''... أما عبد النور الفقير فقد قرأ قصيدة ''نوفمبر'' وقال فيها: ''نوفمبر مفخرة التاريخ فهذه أبياتي ومفخرتي فهذه صرخاتي علمني نوفمبر أن الحب قرار وأن الحرية إصرار'' أما الشاعر طاوجي عمار فقد قرأ قصيدة ''بنت الوزير''، كما قرأت الشاعرة نادية حمدي من البليدة قصيدة ''اعملوا بالضمير''. الشاعرة سندس من جانبها قرأت نصا شعريا تحت عنوان ''وينتفض الجرح''. أما نجمة الأمسية فهي الشاعرة الموهوبة حقا صابرين محمد فؤاد (هكذا أحبت ان تعرف اسمها)، التي قرأت قصيدتها للأم وكانت قصيدة جميلة تحمل عنوان ''أتيت اليوم أمدحك''. وكانت الشاعرة صابرين بحق اكتشاف الأمسية الشعرية... تلتها الشاعرة خليدة تركي التي قرأت: ''سل مجرب وما تسالش الطبيب'' وهكذا انتهت الأمسية الشعرية التي فسحت من خلالها ''الجاحظية'' المجال للشعراء الشباب الهواة ليتنفسوا من خلالها ويلقون محاولاتهم، كما أنها استطاعت ان تكتشف موهبة شعرية تنبأ فيها الحاضرون لها بمستقبل شعري زاهر، ألا وهي الشابة صابرين محمد فؤاد.