الحديث عن الشعر هو ذلك الحديث الذي يحول الحروف إلى غواني، والحركات إلى موسيقى وأغاني، والجمل إلى بساتين ذات ثمار دواني، هو ذا الشعر الذي ينبغي أن نسمعه أو نكون من الغاوين له لا لمجرد ترصيف كلمات، والبحث عن السجعات التي تجيدها المنجمات في كلامهن، هو ذا الشعر الذي أريد أن أكتب له وعليه، وليس تلك الكلمات القميئة التي ليس لها من زخرف المعنى أو المبنى إلا الزيف والتزوير، التقت ''المساء'' بالشاعر بوخلاط عبد الحفيظ محدثها عن الشعرية من البداية إلى الراهن. الشاعر عبد الحفيظ بوخلاط من مواليد 1939 ببوسعادة، امتهن التعليم ثم أصبح مديرا لمدرسة، وهو الآن في مرحلة التقاعد، بدايته مع الشعر يقول بدأت بالنبض الأول من قلبه ليعلن عن نصفه الذي يبحث عنه، وعن جناحه الذي يطير به فكان الحب العفيف العنيف وكانت ''حورية'' القصيدة والحبيبة، لكن اكتملت القصيدة وبقي الحب يبحث عن ذاته فقال: ''بحثت عليها في غس الدجى تبعت خطاها برغم الردى'' أما عن الشاعر الذي تأثر به وجعله من نموذجه الشعري فهو عنده أكثر من شاعر، امرىء القيس، عنترة العبسي، ابن زيدون والشعراء العرب من الجاهلي إلى الأندلسي، أما من الشعراء المعاصرين، فلقد أكد لنا تأثره بشاعر الثورة والطبيعة الشابي الرصافي، وشاعر النيل حافظ ابراهيم. أما عن الكتابات الشعرية، فقد أكد لنا الشاعر بوخلاط أنه يكتب الشعر الملحون والشعر الحر الفصيح والعمودي، ويكتب في جميع أصناف الشعر بالعربية الفصحى والدارجة وباللغة الفرنسية، أما شعراء الملحون الذين تأثر بأشعارهم فقد ذكر لنا ابن قيطون، السماتي بن كريو، كما قرأ لنا قصيدة له بالشعر الملحون تحت عنوان ''زينك ياعذراء'' يقول فيها: ''زينك ياعذراء خلاني نسهر تايه طول الليل انقول في لشعار راك عجبتيني بقدك لمسطر وعشقتك وبقيت في وصفك محتار'' أما كتابته باللغة العربية الدارجة وآخر ما كتبه بها قصيدة ''سكينة'' التي يقول فيها: ''سكينة سكنتي قلبي وملكتيه ولي ملك قلبي عمري ما ننساه'' أما عن شعره الفصيح، فقد أكد ذات الشاعر أن له مجموعة شعرية تتضمن 14 قصيدة من الشعر العمودي، وهي تتناول مواضيع تربوية وأخلاقية ووطنية صدرت له مؤخرا 2010 عن دار الفيروز تحت عنوان ''واحة البلابل''، كما أن له مجموعة ثانية مخطوطة باللغة الفرنسية تحمل عنوان ''الحب الذي مضى''، ويقول الشاعر بوخلاط عبد الحفيظ أن سبب تعاطيه للشعر ليس للكسب، وإنما لنشر المعرفة والثقافة في الأوساط الاجتماعية. الشاعر عبد الحفيظ بوخلاط يسجل حضوره في كامل النشاطات الثقافية والأمسيات الشعرية، سواء تلك التي تنشطها الجمعيات أو تلك التي تنظم من خلال الندوات.