جدّد الاتحاد العام للعمال الجزائريين التزامه الكامل للانخراط في إقناع الجزائريين بضرورة التوجّه بقوة إلى صناديق الاقتراع خلال التشريعيات المقبلة، وأكد عضو قيادي بأن المركزية النقابية «لن تقف مكتوفة الأيدي عندما يتعلق الأمر باستحقاق مصيري من قبيل انتخابات 10 ماي المقبل»، وأشار إلى أن الاتحاد سيسعى إلى أن يقنع الطبقة الشغيلة بهذا «الموعد المصيري» في تاريخ البلاد. ذكر عضو قيادي في الاتحاد العام للعمال الجزائريين أن الاحتفالات بالذكرى المُزدوجة لتأسيس الاتحاد وتأميم المحروقات، التي تحتضنها مدينة أرزيو بوهران هذا الخميس، سيحضرها وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، «الطيب لوح»، ووزير الطاقة والمناجم، «يوسف يوسفي»، وكافة أعضاء الأمانة الوطنية للمركزية النقابية بتقدّمهم الأمين العام «عبد المجيد سيدي السعيد»، مع توقع مشاركة عمال يُمثلون 12 ولاية من غرب الوطن. وأبرز العضو القيادي في تصريح ل «الأيام» أن الرسالة التي سيُوجهها الاتحاد العام للعمال الجزائريين ستكون سياسية بالدرجة الأولى، مضيفا أنها ستشمل هذه المرة عرضا مفصّلا لكل الإنجازات المُحققة لصالح الطبقة الشغيلة في الفترة الأخيرة، وأكد أن «سيدي السعيد» سيسعى من خلال ذلك إلى تحسيس العمال ب «المخاطر التي تُحاط بالبلاد» ومن ثم دعوتهم إلى المُشاركة القوية في التشريعيات المقبلة واختيار ممثليهم بكل حرية وذلك بعد دراسة دقيقة للبرامج التي تخدم الطبقة الشغيلة والوطن. وأورد العضو القيادي في هذه المنظمة النقابية، وهو على صلة بالتحضيرات الجارية للاحتفال بذكرى تأسيس الاتحاد، بأن الأخير اعتاد على أن يكون حاضرا بقوة في مثل هذه الاستحقاقات السياسية الهامة، وعلى حدّ تعبيره فإن «الاتحاد العام للعمال الجزائريين لم يكن ولن يكون في موقع المتفرج كلما دعت الضرورة للوقوف مع المصلحة العليا للبلاد»، ليضيف: «نحن سنتواجد حيث تتواجد المصلحة العليا للشعب والوطن في ظل الاستقرار والأمن والأمان». وشدّد ذات المصدر على أن قيادة المركزية النقابية ستُعالج مطالب ومشاكل العمال «بالتي هي أحسن لأن الطريقة الخشنة لن تعود بالفائدة على العمال»، مذكرا بأن هذا الأسلوب «جلب الكثير من المكاسب للطبقة الشغيلة في الجزائر». واعتبر محدّثنا أن ما تحقّق لفائدة العمال سيكون بمثابة ورقة رابحة من أجل إقناعهم أكثر نحو التوجّه إلى صناديق الاقتراع يوم 10 ماي المقبل، نافيا أن يكون هذا المسعى «خدمة للسلطة أو أطراف فيها» وإنما «هذا واجب مفروض على كل وطني حريص على مصلحة البلاد واستقرارها».. تأتي هذه التصريحات عشية الاحتفال بالذكرى المُزدوجة لتأسيس الاتحاد وتأميم المحروقات وبعد الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية إلى الطبقة الشغيلة والتي أشاد فيها بدور الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي قال إنه «ظلّ على كل امتداد تاريخه منظمة نقابية بارزة استطاعت الجمع بين التطلعات الاجتماعية والواجب الوطني للعمال الجزائريين في نفس المعركة»، وهي الرسالة التي يبدو أن قيادة الاتحاد قد استوعبتها وتعاملت معها بكثير من الاهتمام. ولم يتوقف رئيس الدولة عند هذا الحدّ كونه أكد على أن الاتحاد «ما يزال اليوم على ذلك العهد مساهما في تحسين ظروف المعيشة والعمل للعمال وفي معالجة المناخ العام بما يوفر الاستقرار لبلادنا»، كما ثمن دوره ضمن الثلاثية بقوله: «إننا نقدّر تكيفه مع المشهد الجديد لعالم الشغل الذي يسجل بروز فئات اجتماعية مهنية ما انفكت تتنوع من يوم إلى آخر وظهور تعددية نقابية حقيقية»، مثلما أوضح أن «التكريم المستحق الذي نخصّ به اليوم فئة العمال والعاملات ليس مجرد تمجيد للماضي بل إنه تذكير بالدور الذي مازالوا يضطلعون به في تنمية البلاد».