أعطيت أمس بالعاصمة إشارة الانطلاق الرسمي لإنجاز مشروع جامع الجزائر بعد أن تم التوقيع على عقد إنجاز وتسليم الأمر بالخدمة للشركة الصينية العمومية لهندسة البناء «شاينا ستايت كونستراكشن». سيستغرق إنجاز هذا المشروع الحضاري 42 شهرا بتكلفة إجمالية مقدرة بمليار أورو، وقد قام بالتوقيع على عقد الإنجاز المدير العام للوكالة الوطنية لإنجاز جامع الجزائر «عليوي محمد لخضر» والرئيس المدير العام للمجمع الصيني في الجزائر «شان فانجيان» بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف «بو عبدالله غلام الله» و«محمد علي بوغازي» مستشار برئاسة الجمهورية، وحسب الشروحات التي قدمت قبل التوقيع فإن الوثيقة، التي تضم 20 مجلدا و12 ألف صفحة، تحتوي على 15 ألف مخطط تشمل مختلف الجوانب الهندسية والهيكلية والجمالية للمشروع، وفي هذا الإطار كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف أن المشروع «سيستحدث خلال فترة الإنجاز 17 ألف منصب شغل» من بينها «10 آلاف منصب لفائدة الجزائريين» حسب أصحاب الشركة المنفذة للمشروع، وفي سياق متصل ثمن «بوعبد الله» هذا المشروع «الفريد من نوعه روحيا و حضاريا وثقافيا وفنيا». ويضم المشروع 12 بناية منفصلة تتربع على موقع يمتد على حوالي 20 هكتارا مع مساحة إجمالية تفوق 400 ألف متر مربع، و سيتوفر هذا الصرح الحضاري، الذي سيشيد وفقا لنظام مضاد للزلازل، على قاعة للصلاة تقدر مساحتها بهكتارين وتتسع ل120 ألف مصل استمد تصميمها من أشكال قاعات الصلاة المغاربية المرفوعة على أعمدة مع استعمال أحدث التقنيات، وحسب المجسم الذي عرض خلال شهر أكتوبر المنصرم على رئيس الجمهورية «عبد العزيز بوتفليقة» فإن قاعة صلاة المسجد مزينة بالرخام والحجر الطبيعي وبقبة عظيمة ذات جدارين يحتويان على فتحات تسمح بمرور الضوء الطبيعي إلى القاعة كما تضيء بأنوارها ليلا، وعلاوة على قاعة الصلاة يحتوي الجامع أيضا على دار للقرآن مخصصة لفائدة الطلبة في مرحلة ما بعد التدرج ومركز ثقافي إسلامي، أما المكتبة التي تضم نحو 2000 مقعد فقد صممت لاستيعاب مليون كتاب وتعد قاعة المطالعة المفتوحة على ثلاثة طوابق قلب هذه المكتبة التي يغلب عليها التغليف الجداري المزين والتجهيزات المكتبية المصنوعة خصيصا لعرض الكتب والوسائل السمعية البصرية، وترتفع منارة الجامع على علو يقدر ب300 متر وهي نتاج توازن في التناسب بين الأبعاد مع احترام مقاييس المنارات التقليدية المغاربية وقد روعي في تصميمها الاستعمال الرمزي للرقم 5 نسبة لأركان الإسلام الخمسة، وتتوفر منارة الجامع، التي تضم متحفا للتاريخ ومراكز بحث في الميادين التاريخية والعلمية، على مصعدين يمكنان الزوار من الاستمتاع بمناظر الجزائر العاصمة وضواحيها على مدار 360 درجة، ولتسهيل راحة المصلين والزائرين والطلبة فقد زود الجامع بحظيرة للسيارات تتسع ل6 آلاف مكان مؤلفة من طابقين يقعان تحت الفناء الخارجي والجزء الغربي من حديقة هذا المعلم. يذكر أن الدراسة الخاصة بإنجاز هذا المشروع كانت قد أسندت إلى المجموعة الألمانية «أنجل وزيمرمان» و«كرابس وكييفر انترناشينال جي أم بي أش» و«كرابس وكييفر وبرتنار انترنشينال» خلال شهر جانفي 2008 بعد فوزها بالمسابقة الهندسية الوطنية والدولية لإنجاز هذا الصرح المعماري، وتجدر الإشارة إلى أنه قد تم قبل مراسم التوقيع على العقد تنظيم زيارة إلى مكان إنجاز المشروع أين تم الاطلاع عن كثب على الخصائص الجغرافية للموقع.