انتقد منسق ما يسمى ب «حركة تأصيل وتقويم» حزب جبهة التحرير الوطني، «صالح قوجيل»، التصريحات التي أطلقها الأمين العام ل «الأفلان» الذي تحدّث قبل يومين عن تسوية كافة الخلافات مع «القياديين الغاضبين» في الحزب. واعتبر «قوجيل» أن ما جاء على لسان «عبد العزيز بلخادم» لا يلزمه سوى هو لأنه «إعلان من جانب واحد». سارع منسق الجناح المنشق عن القيادة الحالية لحزب جبهة التحرير الوطني إلى تقديم بعض التوضيحات تعليقا منه على موقف «عبد العزيز بلخادم» من الصراع الحاصل في بيت «الحزب العتيد»، حيث استغرب «صالح قوجيل» الذي كان في وقت من الأوقات بمثابة الذراع الأيمن للأمين العام الحالي، من حديث الأخير عن التوصل إلى اتفاق مع «القيادات الغاضبة» من أجل دخول التشريعيات المقبلة بقوائم موحدة. ومكمن الغرابة التي أظهرها «قوجيل» هي أن ما يسمى ب «المصالحة» تمّ الإعلان عنها من طرف واحد، وهو ما قاله في حديث نشره الموقع الإخباري الإلكتروني «كل شيء عن الجزائر» ردّا على سؤال بشأن تصريحات الأمين العام لجبهة التحرير الوطني «إذا كانت هناك مصالحة فسيتم الإعلان عنها من قبل الطرفين وفي ندوة صحفية مشتركة». ومقابل ذلك لم ينف المتحدّث وجود اتفاق عندما تابع كلامه: «لقد اتفقنا في اجتماع عقد يوم الثلاثاء الماضي حول توحيد صفوف الحزب وتوحيد الخطاب السياسي، وأيضا بوجوب تجسيد الكلام على أرض الواقع من خلال أعمال ملموسة». وقد أبقى منسق «حركة التأصيل والتقويم» على حالة من الغموض بخصوص مستقبل الحزب وحتى فيما يتعلق بطريقة دخول التشريعيات المقبلة «وفي الأخير فإن المصالحة لا يُمكن أن تفرض من جانب واحد». وتقاطع موقف «قوجيل» مع «بلخادم» في كون أن هناك «أفلان واحد»، حيث لم يتوان في التأكيد على هذا المستوى: «أنا اتفق معه في القول أنه لا يوجد سوى أفلان واحد، لكن، يوجد في الأفلان العديد من التوجهات التي تكون مهمة جدا، ولا مفر من التقارب للدخول في سباق الانتخابات بطريقة موحدة»، لافتا إلى أن الوقت لم يعد في صالح أي من الطرفين «ليس لدينا وقت نضيعه، إذا توصلنا إلى اتفاق خلال الثلاثة أيام المقبلة فهذا جيد، وبخلاف ذلك نخشى أن يكون قد فات الأوان». في غضون ذلك لا يستبعد «صالح قوجيل» أن يتم عقد لقاء قد يكون «لقاء الفرصة الأخيرة» قبل هذا الثلاثاء مع الأمين العام ل «الأفلان» من أجل الحسم في كافة الأمور الخلافية، واعترف من جانبه بأن هناك الكثير من القضايا التي يشوبها الغموض بقوله: «هناك العديد من الأسئلة التي لا تزال بلا إجابة، خاصة المتعلقة منها بإعداد قوائم موحدة، وبرنامج الحزب الانتخابي»، واضعا شرطا أساسيا للصلح وهو أن «المصالحة لا يجب أن تكون دون توحيد القوائم الانتخابية». وقد اتصلت «الأيام» بالناطق الرسمي باسم «حركة التأصيل والتقويم» البرلماني الحالي والوزير السابق «محمد الصغير قارة» للاستفسار أكثر حول حقيقة ما يجري، فأجاب بأنه ليست لديه التفاصيل كاملة، مع ذلك فإنه وافق على ما قاله «صالح قوجيل» عندما شدّد على أن الندوة الصحفية التي عقدها «بلخادم» السبت لم تكن أصلا للحديث عن مساعي الصلح «بدليل أنه قدّم مداخلة مطوّلة لمدة ساعة دون أن يشير لا من قريب ولا من بعيد للمصالحة»، وبرأيه فإنه من غير المعقول ولا المنطقي أن يُعلن عن «صلح» دون أن يشرك الطرف الثاني. وذكر «قارة» أن تصريحات الأمين العام للحزب «لا حدث»، بل أكد على أنها تلزم طرفا واحدا «وعليه أن يتحمّل مسؤوليته لوحده لأنه كان من المنطقي أن يتمّ إشراكنا في الأمر»، مشيرا إلى أن المصالحة الحقيقية وعودة الأمور إلى نصابها داخل بيت جبهة التحرير الوطني «لا يمكن أن تتحقّق إلا من خلال تسوية كل المسائل الخلافية بما في ذلك القضايا التي دفعت بنا إلى إعلان خروجنا عن الصف». ويقصد بذلك «تطهير اللجنة المركزية».