كشف معاينة ل”الأيام” بين مختلف أسواق الجزائر العاصمة أن أسعار “البطاطا” لم تنخفض، وهذا على الرغم من تأكيدات الوصاية المتكررة من أن أسعارها ستنخفض ابتداء من نهاية الشهر الفارط ومطلع الشهر الجاري أفريل، حيث سجلت “البطاطا” تمسكها بسعر 90 دينارا منذ حوالي الشهر ونصف، منهكة جيوب المواطن البسيط. نزول “الأيام” لبعض أسواق العاصمة لمعاينتها خلال يومين الماضيين كشف لها عن عدم دقة الوعود و التطمينات التي أرسلت من قبل وزارة الفلاحة والتنمية الريفية خلال الأسابيع الماضية والتي أكدت من خلالها أن سعرالبطاطا سيتراجع دون 100 و 90 دينار، السعر الذي استقرت فيه البطاطا، منذ أزيد من شهر ونصف، في جميع أسواق التراب الوطني، وقد سبق للوصاية أن أعلنت أن دخول محاصيل شهر أفريل سيمكن من تخفيض سعر هذه السلعة التي شهدت ندرة كبيرة في أسواق الجملة نظير هلاك محصول الأخير لشهر فيفري ومارس بسبب الاضطرابات الجوية التي شهدها الوطن وموجة البرد المصاحبة له والتي ضربت أنحاء كبيرة من الولايات المنتجة لهذه المادة الواسعة الاستهلاك لدى الجزائريين. وأكد بعض تجار الجملة الذين قابلناهم أنه ليس من المتوقع أن تنخفض الأسعار خلال الأيام القليلة المقبلة وهذا لأن الندرة لازالت تمس هذه المادة، هذا المبرر الذي مافتئ المضاربون والمحتكرون في أسواق الجملة للخضر والفواكه والمواد الغذائية عامة يلوحون به خلال أي اتهام يوجه إليهم بأنهم وراء ارتفاع سعر مادة ما. وتخشى الجهات المعنية من تعمد المنتجين والتجار والوسطاء الاحتكار والبيع في السوق السوداء لعدة مواد وهو ما قد يزيد في التهاب الأسعار في الفترة القادمة خاصة بعد إدخال ما يناهز ال 3 آلاف طن من المادة إلا أن أسعار البطاطا لم تودع سقف 90 دينار، في أسواق التجزئة بينما تعدت ال 75 دينار في سوق الجملة للخضر، الأمر الذي يكشف أن السبب الأهم الذي غذى ارتفاع أسعارها لفترات طويلة هي المضاربة خاصة بوجود شبكة من الوكلاء الذي يحتكرون السوق. ومن جانبهم أقر لنا بعض تجار الجملة أنه مع ورود أخبار بانطلاق موسم الجني المبكر للبطاطا عبر عدد من الولايات المنتجة للمادة، خاصة بغرب الوطن قد يساهم في التخفيض الجزئي لهذه المادة الواسعة الاستهلاك، حيث أن العرض لا يزال دون المستوى المطلوب عبر كامل أسواق الجملة وطنيا، مستطردا أن الوضع الحالي قد يشهد تدرجا فاترا في نزول الأسعار وسيتمر إلى غاية شهر ماي المقبل، حيث يرتقب أن تبلغ حدود 45 إلى 40 دينار الجاري. كما أشار لنا المتحدث ذاته أن ندرة مادة البطاطا في الجزائر قد انعكس سلبا كذلك على السوق التونسية والتي شهدت ارتفاعا في المادة ذاتها خلال الأسابيع الفارطة، بالنظر لموجة البرد التي مست الجارة تونس أيضا، وكذا قلة المادة ذاتها في الأسواق الشرقية للجزائر والتي كانت تعتبر ممولا احتياطيا لتجار الجملة التونسييين.