استضافت الجمعية الثقافية الجاحظية التي يترأسها محمد تين في إطار نشاطها الأسبوعي الإعلامية أمينة دباش لتعرض تجربتها الإعلامية من خلال المناصب التي تقلدتها سواء في الصحافة المكتوبة أو السمعي و البصري، حيث تمحورت مداخلتها حول “دور الإعلام في تعبئة الجماهير”. الندوة التي حضرها مدير الإذاعة الثقافية خليفة بن قارة والممثل القدير رابية عبد الحميد ووجوه ثقافية وإعلامية معروفة، أكدت فيها أمينة دباش ومن خلال مداخلتها أنّ وسائل الإعلام العمومية المكتوبة ما زالت تحافظ على مكانتها الند للند مع وسائل الإعلام الخاصّة سواء من حيث الاحترافية و الموضوعية و كذا مستوى الإعلاميين الذين تخرجوا من مدرسة الصحافة المكتوبة العمومية، حيث أنجبت أسماء إعلامية مثلت الجزائر عبر وسائل الإعلام الأجنبية و برهنوا على إمكانياتهم و طاقاتهم المميزة، كما أوضحت من جانب آخر أنّ وسائل الإعلام الخاصة منها أو العمومية لا تتمتع بأيّ حال من الأحوال بالاستقلالية المطلقة، إذ لكل جريدة خطها الافتتاحي الذي تسير وفقه و كذا جهة معينة تخضع لرقابتها سواء رجل أعمال أو مقاول أو حزب سياسي معين، و كي نكون في مستوى الاحترافية و يمكننا الصمود في المرحلة الراهنة علينا أن نتمتع بقدر كبير من الوعي الإعلامي و المهنية التي تتطلب التحلي بأخلاقيات المهنة والابتعاد عن الإثارة و التهويل و التعبئة المضادة و هذا حتى نفرق بينها و بين الصحافة الصفراء، كما عبّرت أمينة دباش عن ترحيبها و تشجيعها لفتح قنوات تلفزيونية خاصة والانفتاح على السمعي البصري الذي تشهده الجزائر حاليا، لكن حذرت من تجاوز الخطوط الحمراء التي من شأنها زرع الفتنة داخل المجتمع و زعزعة الاستقرار الوطني، وركزت في مداخلتها على الأهمية الكبيرة التي يتربع عليها الإعلام إذ هو سلاح يعتمد عليه في الحرب السيكولوجية، وقد أكدت في الوقت ذاته أنّ الدعاية المضادة التي تقوم بها فرنسا والحيّز الكبير من الأهمية الذي أعطته فرنسا للاحتفال بخمسينية الاستقلال وما حضرته من نشاطات ليس حبا في الجزائر أو اعترافا بثورتها و لكن لأغراض سياسية وأهداف تخدم ومصالحها الخاصة.