أحيت جمعيتا ترقية وحماية المرأة والشباب، والأحرار الثقافية رفقة مجموعة من الصحفيين والإعلاميين أمس بمقر مركز «الشعب» للدراسات الاستراتيجية، ذكرى عيد العمال واليوم العالمي لحرية التعبير المصادفتين للأول والثالث ماي من كل سنة، وسط آمال عريضة بتحقيق المزيد من الحريات في قطاع الإعلام وذلك من خلال فتح المجال السمعي البصري. وقد دعا المختصون والإعلاميون في مداخلاتهم إلى ضرورة تعزيز القطاع بقوانين جديدة تسد ثغرات قانون الإعلام 1990، وتعجل بفتح وسائل الإعلام الثقيلة أمام الخواص أو على الأقل تدعيم الموجودة بقنوات متخصصة في انتظار إصدار قوانين واضحة تسمح بذلك. وفي هذا السياق، أكد الرئيس المدير العام لجريدة «الشعب» السيد عز الدين بوكردوس، في كلمة له بالمناسبة أنه مع الداعين إلى فتح قطاع السمعي البصري، لكن بشرط وضع قوانين محددة وواضحة تحمي الصحفي وتؤطر المهنة، مشددا على ضرورة إسناد مهمة تسيير القطاع في حال فتحه إلى أهل الاختصاص والمهنيين حتى لا يتحول إلى قنوات مثل «روتانا». وتساءل السيد بوكردوس، عن إمكانية تعميم تجربة الصحافة المكتوبة على قطاع السمعي البصري إذا كانت قد نجحت في تجربتها مع التعددية الإعلامية. وأشار المدير العام لجريدة «الشعب»، وهو أحد الإعلاميين القدامى الذين عاصروا الإعلام وقت الحزب الواحد ووقت التعددية، إلى أن الإعلام تعاظم دوره في السنوات الأخيرة ويتجلى ذلك في التغطيات الإعلامية لمناطق الحروب والنزاعات حيث تحول الأمر إلى مجابهات إعلامية أكثر منها عسكرية نظرا للدور الكبير الذي تلعبه وسائل الإعلام في فضح الانتهاكات وتجاوزات القوى العظمى باسم الديمقراطية، وبالتالي حشد الرأي العام العالمي قبل المحلي وهو ما ينبغي الأخذ به من خلال فتح المجال الإعلامي أكثر ببلادنا حتى يقوم بدوره المنوط به على أكمل وجه ويؤدي رسالته الإعلامية بمهنية وصدق. وكانت الإعلامية البارزة مديرة التكوين بالتلفزيون الجزائري السيدة أمينة دباش، قد سبقت السيد بوكردوس إلى الدعوة لانتزاع المزيد من الحريات عن طريق فتح القطاع السمعي البصري، وبإسناد تسييره إلى مهنيين يمكن لهم قيادة قاطرته بكل ثقة وأمان، مؤكدة أنه لا مسار ديمقراطي ما لم يكن مسار حر للإعلام والاتصال والتواصل. وحسب السيدة دباش، فإن الإعلام لم يعد السلطة الرابعة، مثلما يطلق عليه بل أصبح السلطة الثانية بعد السلطة العسكرية حيث سجل حضوره بشكل دائم مع هذه الأخيرة في كل الحروب والنزاعات وهو ما لاحظناه ولاحظه الجميع في حرب العراق، كيف استنجدت وزارة الدفاع الأمريكية ب «السي. آن. آن» وجعلتها ترافقها في كل مكان لا لشيء إلا لعلمها بالدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه الإعلام المضاد في مثل هذه الظروف. وقالت السيدة دباش، أن فتح القطاع السمعي البصري لا يعني ترك المساحة والفضاء لقول ما هب ودب، بل ينبغي الحديث ولكن بمسؤولية وترك الفرصة للشباب، مشددة على ضرورة أن يكون الصحفي مسؤولا عما يكتبه، أو يقوله سواء تجاه الشخص المادي أو المعنوي، فالحرية لا تعني أن يكتب الصحفي ما يشاء ومتى يشاء، لأن الإعلام له ضوابط وقوانين وقبل ذلك أخلاقيات يجب أن يحترمها الصحفي ويتحلى بها. وخلصت مديرة التكوين بالتلفزيون الجزائري إلى القول أنه لا نستطيع بناء ديمقراطية دون فتح المجال للقطاع السمعي البصري أو الصحافة المكتوبة.