استضافت مؤسسة فنون و ثقافة في فضائها الثقافي بالمكتبة المتعددة الإعلام “ميدياتيك” بشارع ديدوش مراد بالعاصمة الشاعر و الكاتب عبد الحفيظ بوخلاط لتقديم كتابه “الحروف الأبجدية تتكلم”، صدر هذا المؤلف الذي يمكن تصنفيه ضمن الأدب التربوي الموجه للطفل عن دار الفيروز للإنتاج الثقافي . أثنت الشاعرة و الأديبة فوزية لارادي في كلمة ألقتها أمام الحضور مطولا على الشاعر عبد الحفيظ بوخلاط من جهة لأنّه كثير التردد و بانتظام على مختلف الفضاءات الثقافية و الأدبية التي تنظمها مؤسسة فنون و ثقافة، و من جهة أخرى أبدت إعجابها بالفكرة التي احتواها الكتاب بين سطوره، فهي فكرة جميلة و ذكية لأنّه استطاع أن يستنطق الحروف الأبجدية و جعلها تتكلم، حيث جعل كلّ حرف يعرّف بنفسه للطفل عن طريق أبيات من الشعر موزونة على بحر الرمل و مقفاة، و قد اعترفت بالجهد الكبير الذي بذله الكاتب في إخراج هذا العمل للنور لأنّ الكتابة للطفل تختلف جذريا عن الكتابة للكبار و هي من أصعب أنواع الكتابة. ومن جهته الكاتب و الشاعر عبد الحفيظ بوخلاط قرأ على مسامع الحضور 28 قصيدة التي تضمنها مؤلفه، و كلّ قصيدة تعرّف بحرف من الحروف الأبجدية مراعيا في ذلك ترتيبها، و قد احتوى الكتاب على 240 بيتا شعريا ختمها في الأخير بقصيدة تعرّف بالحركات و أخرى تعرف بالتنوين ثم قصيدة خاصة بالمد و آخر قصيدة خاصة بالحروف التي لسان حالها يقول إنّنا جيش الحروف... ضد جهل في صفوف...للجهاد دون خوف... قاطعين كالسيوف...لا ينال من جهلنا...أو رمانا بالعزوف، و لم يأت هذا المؤلف عن فراغ بل هي تجربة عبد الحفيظ بوخلاط الطويلة في التعليم من 1962 إلى غاية 1999 من أوحت له بالإهتمام بالكتابة للطفل التي تعاني في بلادنا شحا في الكتابات و عزوف الكتاب عنها، لقد إعتمد أسلوبا بسيطا جدا لإيصال الفكرة للطفل حتى يتعلم الحروف بسهولة و ترسخ في ذهنه، و كلّ هذه القصائد مدروسة بطريقة دقيقة و القصد منها تمرير رسائل تربوية و تعليمية و تثقيفية، و الكتابة للطفل كما أكد ليست بالأمر السهل بل تحتاج للكثير من الوقت للتفكير بعمق و التركيز أكثر، و هذا المؤلف موجه بالخصوص للمؤسسات التربوية بالدرجة الأولى و يمكن للمعلمين اعتماده كمرجعية لتعليم الطفل الحروف عن طريق المحادثة، كما سينجز هذا العمل مستقبلا في شكل عمل مسرحي، من جهتهم المشاركون في هذا اللقاء الأدبي أبدوا إعجابهم بهذا العمل الفريد من نوعه فهو عمل يستحق كلّ التشجيع و مهم جدا في تكوين الطفل و تعليمه الحروف الأبجدية بطريقة ذكية و مبسطة، فالتعليم عمل صعب و مسؤولية و هو مهنة مقدسة لها رسالة نبيلة لتعليم الأجيال، و هذا العمل جاء كثمرة لسنوات من العطاء في مجال التعليم و إخراج أجيال تلو أخرى لهذا جاء بطريقة فيها نوع من التشويق و الإبداع و تحبيب الطفل بطريقة فيها حيوية و حلاوة لتعلم لغة الضاد.