بقلم: أحمد ختّاوي/ الجزائر ظلت تقبع في مؤخرة القطار ، ..تتستر..تشرئب تحت أزيز القطار وصنوف الركاب .. تتربص به ... لم تقل ” الحرب خداع ” . تتناول أقراص منع الحمل . بدون انقطاع ... وهي في المخاض .. والقطار ماض .. يشق الأنفاق .. وهي دوما في المخاض .. القطار ماض .. على سكة تعشق المطر .. العطر .. ورعد آخر يحمل زمنا موازيا.. ما تزال في / وضعية المخاض / .. يركبها الخوف ، كما يركب الركاب هذا القطار .. ما تزال في عصمة القطار .. لم تتعد زمن العِدّة .. الرعد والريح يمضيان مع صفارة القطار .. التي لم تتوقف ،وهي تشق الأنفاق .. والمعابر .. وهي ما تزال تحت وطأة المخاض ..في فمها المخاض .. وصفير القطار ..وبعض من الريح التي تحمل أزيزه .. وبعض من وهج الناس والقطار ، وأضواء بعض المدن التي ركلها القطار .. تتقيأ الأقراص .. تتقيأ أفرادا كانوا بجوارها على كراسي من خشب .. أحدهم كان يتصفح / البؤساء / لفيكتور هيقو .. وآخر كان يقتات من وريقات / شكسبير / رغيفا ملفوفا في قطعة مصير ، وآخر كان ينظر إلى المدى البعيد .. على مد البصر ، في ذيل القطار كان يتسول / نوبل / ، أمدته قرصا من أقراصها ، فأنجب قنبلة ذرية / سرعان ما ابتلعها أزيز القطار .. ناولته أخرى ، فأنجب زفيرا حادا ذهلت لصعقته البشرية باستثنائها هي التي ما فتئت تمده بأقراص منع الحمل ..حتى الغثيان ..حتى توارى عن الأنظار .. عانقته بحرارة .. حتى الغثيان .. كان نوبل يسرح شعره الأشعث ، ليحتفل وإياها بأول صفارة للقطار .. يعج نوبل بأفكار هذا الزمن .. تخفيه عن الأنظار .. والقطار ماض .. ركب أحد الركاب من مؤخرة القطار ..أومأ لريح قادمة في الاتجاه المعاكس .. توقفٌ اضطراري للقطار .. ارتجف / قابيل ، وارتعدت أوصال قابيل ، توسدا الأبواب الخلفية ، قبالة مدفأة القطار .. فيما ظلت تناول نوبل أقراصها .. عوى القطار .. جرفت الريح عواءه الخلفي ، ...كان ثمة غبار ، وبعض من ” عاد وثمود “” ومن جرفتهم الأنفاق .. وقال شهود عيان كانوا على متن هذا القطار: “وبعضا من آل البيت “.. وبضع حقائب وأقراصها ..ومستجدات هذا الزمن .. وضفيرة طفلة شقراء ، يقال أنها كانت مقلة للقطار بدون ولي أمرها .. جرى البحث عنها ، فلم يجدوا / العلبة السوداء / إلا بعد ما بقروا بطنها ..بعد أن شقوا رقبتها .. كانت تقبع بين حبل الوريد / وشرايين التنفس ..وبعض من زفراتها .. هكذا أورد شهود عيان .. كانوا يمتطون القطار ..قالوا أيضا أن هذه الطفلة هربت لأن / الحجاج بن يوسف ضاجعها ذات يوم قرب أنفاق القطار ..أينعت بكارتها فاغتصبها .. هكذا قالت الأخبار ..في هذا القطار .. توقف القطار .. توسدت أقراصها ..نكلت بشكسبير أيما تنكيل حتى عوى كالقطار .. في هذا القطار ..نكلت أيما تنكيل بمخاضها ، حتى عوى الجنين ، وهي لم تتخط لحظة المخاض .. نطق شكسبير / أمي: ” غزالة الحرورية ” بلى يا ولدي قالت ْ وعوى القطار .. نطق الحجاج ..قال أمي : غزالة الحرورية ” سكبتْ عواءه .. بقرت بطنه دون أن تلتفت ْ.. كانت عمامته تتقيأ وقود القطار ..فيما كانت صرخة الطفلة أول جنين في هذا القطار .. كانت “جوليت” ..كانت المسار .. في هذا القطار .. * شارك: * Email * Print * * *