كشف تقرير استخباراتي أمريكي أن الولاياتالمتحدة كانت ترصد تحرّكات الإرهابي «مختار بلمختار» الذي يقف وراء الاعتداء الذي استهدف قاعدة معالجة الغاز ب «تيقنتورين» وكذا عمليات اختطاف الأجانب، وقد تمّ ذلك منذ 10 سنوات، بل وأشار إلى أن تعليمات صدرت من إدارة البيض الأبيض بعدم قتله حتى لا تتحوّل المصالح الأمريكية إلى هدف لجماعة «بلعور». وذكر التقرير التي تناولته أمس وسائل إعلام أمريكية بأن «الأوامر لم تصدر لها لقتل أو اعتقال بلمختار»، خاصة وأنها أشارت إلى هذا الإرهابي المكنى «بلعور» كان قد عاد لتوّه من أفغانستان، حيث تدرّب واشترك في عمليات عسكرية مع تنظيم «القاعدة». وأرجعت هذه التعليمات إلى كون التنظيم الإرهابي الذي يقوده «لم يهاجم منشآت أمريكية أو أمريكيين في ذلك الوقت». وقال التقرير إن «بلمختار» عندما كان متابعا «كان يتحرك مع مجموعة صغيرة من المقاتلين، وكان قضى أغلب الوقت في شمال مالي، بينما زار دولا مجاورة» وإن «القوات الخاصة كانت في ذلك الوقت تتابع أيضا بقايا الإرهابيين الذين هزمتهم القوات الجزائرية مما دفعت بعضهم إلى الفرار نحو الصحراء»، وكان من ضمن هؤلاء «عبد الرزاق البارا» الذي قاد خليطا من مقاتلين وعصابات إجرامية، ثم خطف 32 أوروبيا، وجمع 5 ملايين دولار مقابل إطلاق سراحهم. وسبق لموقع «ويكيليكس»، الذي نشر وثائق الخارجية الأمريكية قبل 3 سنوات، أن كشف النقاب عن وثائق تفيد بأن السفيرة الأمريكية لدى مالي في ذلك الوقت، «فيكي هدلستون»، أرسلت تقريرا إلى وزارة الخارجية الأمريكية حذرت فيه من قتل «بلمختار» الذي كان في شمال مالي في ذلك الوقت. وقالت «هدلستون» في ذلك الوقت إن «قتل بلمختار سيثير معارضات عنيفة، وغير عنيفة، ضد الولاياتالمتحدة في مالي وفي بقية دول المنطقة». وتزامنا مع هذه التطوّرات شدّدت السفيرة المتقاعدة لصحيفة «واشنطن بوست»: «قلت لا. أولا: نحن لا نعرف من أولئك الناس. ثانيا: إنها فكرة سيئة. وكانت هناك معركة بين الخارجية والبنتاغون حول قتل بلمختار».