كشف، تقرير أمريكي حديث، أن القوات الأمريكية كانت تتابع مختار بلمختار المدعو بلعور، قائد عملية اختطاف الرهائن بتيغنتورين، غير أن واشنطن لم تُصدر أوامر بقتله، أو اعتقاله بحجة أن عملياته الإرهابية لا تطال مصالح أمريكا، ما يؤكد مرة أخرى أكذوبة الغرب في التنسيق مع الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب. وأشار التقرير الأمريكي أن قائد كتيبة ”الموقعون بالدماء” المنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة كان قد عاد من أفغانستان، حيث تدرب واشترك في عمليات عسكرية هناك، مضيفة أن القرار الأمريكي بعدم قتله أو اعتقاله كان بسبب أنه لم يهاجم منشآت أمريكية ولم يستهدف الرعايا الأمريكيين. وأضاف نفس التقرير أن بلمختار عندما كان متابَعا كان يتحرك مع مجموعة صغيرة من المقاتلين، وكان يقضى أغلب الوقت في شمال مالي، بينما زار دولاً مجاورة، وأن القوات الخاصة كانت في ذلك الوقت تتابع أيضا بقايا الإرهابيين وعندما هزمتهم القوات الجزائرية فر بعضهم إلى الصحراء، وكان من هؤلاء عبدالرزاق البارا، الذي قاد خليطا من مقاتلين وعصابات إجرامية، ثم خطف 32 أوروبيا وجمع 5 ملايين دولار مقابل إطلاق سراحهم. وقال نفس التقرير، إن السفيرة الأمريكية لدى مالي في ذلك الوقت، ”فيكي هدلستون”، أرسلت تقريرا إلى وزارة الخارجية الأمريكية حذّرت فيه من قتل بلمختار مختار الذي كان في شمال مالي في ذلك الوقت، وذلك خوفا من معارضات عنيفة -على حد تعبيرها- ضد سياسية الولاياتالمتحدةالأمريكية في مالي وفي بقية دول المنطقة. وتبرز هذه الحقائق خداع كثير من دول الغرب في مكافحة الإرهاب، حيث في الوقت الذي تبدي عزمها على ملاحقة القاعدة، خاصة في منطقة الساحل الإفريقي تتغاضى عن تقديم معلومات حول تحركات زعماء التنظيمات الإرهابية في مقدمتها مختار بلمختار الذي فشل في الزج بالجزائر في أزمة أمنية واقتصادية دولية من خلال عملية تيغنتوريين الأخيرة بعين أمناس.