كشفت مصادر نيابية عن خلافات وصراعات داخل كتلة التجمع الوطني الديمقراطي بمجلس الأمة بسبب تجديد ممثلي الحزب في هياكل الغرفة العليا حيث دخل أغلب النواب بمن فيهم الجدد في سباق التنافس للظفر بأحد المناصب التي يحوزها الأرندي وهو ما جعل بن صالح في موقع لا يحسد عليه كونه الأمين العام بالنيابة للأرندي ورئيس مجلس الأمة في الوقت نفسه، في سياق متصل، يُرتقب أن تجتمع الهيئة التقنية الوطنية للتجمع الوطني الديمقراطي السبت المقبل لتحديد موعد دورة استثنائية للمجلس الوطني. عرفت كتلة الأرندي في الغرفة السفلى مساء أمس الأول وصباح أمس خلافات كبيرة وصراعات بين النواب بعد إعلان عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة في افتتاحه لأشغال الدورة الربيعية عن آجال تجديد ممثلي الكتل البرلمانية في هياكل الغرفة. ويخوض المنافسة على المناصب التي يحوزها الأرندي ولعلّ أهمها منصب نائب رئيس مجلس الأمة وكذا 3 مناصب لرؤساء اللجان، أغلب نواب الأرندي حتى الجدد منهم الذين التحقوا بالغرفة العليا في التجديد النصفي الأخير، ومعلوم أن التنافس على عضوية هياكل المجلس كان يقتصر في الماضي وفقا للأعراف التي سنّها الأمين العام المستقيل أحمد أويحيى على النواب الذين قضوا ثلاث سنوات أو أكثر في مجلس الأمة. وعلى عكس الانضباط الذي كان معروفا عن كتلتي الأرندي سواء في المجلس الشعبي الوطني أو مجلس الأمة في العهد السابق لدرجة دفعت كثيرين إلى تسمية الحزب بالثكنة العسكرية، فإن ما حدث بين أعضاء مجلس الأمة في كتلة الأرندي مثلما وصفه أحدهم بالسابقة الأولى حيث رفض عضو مجلس الأمة عن ولاية المسيلة جمال قيقان إدراج ترشحه لمنصب رئيس لجنة التربية ضمن قائمة مرشحي ولايات الشرق وطلب من رئيس الكتلة محمود زيدان بأن تكون ضمن قائمة ولايات الجنوب ليقتصر التنافس على المنصب بينه وبين عضو مجلس الأمة عن ولاية بشار. الصراعات التي اندلعت داخل كتلة الأرندي في مجلس الأمة وضعت عبد القادر بن صالح في موقف صعب خاصة وأنه أمهل الكتل البرلمانية أسبوعا لتقديم قائمة ممثليها في هياكل الغرفة السفلى بصفته رئيس مجلس الأمة ليواجه في المقابل صعوبة فرض الانضباط داخل كتلة الحزب التي يتولى تسييره بالنيابة. في سياق متصل، يُرتقب أن تجتمع الهيئة التقنية الوطنية للتجمع الوطني الديمقراطي يوم السبت المقبل لتحديد موعد لدورة استثنائية للمجلس الوطني للحزب حسبما علم أمس من هذه التشكيلة السياسية، في هذا السياق، أفادت المكلفة بالإعلام والناطقة الرسمية للتجمع السيدة نوارة جعفر، أن الدورة القادمة للمجلس الوطني للحزب تكتسي “أهمية بالغة” كونها ستعكف على تشكيل اللجنة الوطنية المكلفة بتحضير المؤتمر الرابع للحزب. وأضافت أنه خلال اجتماع يوم السبت سيقدم كل عضو برنامج عمل حول المهام التي كلف بها و يعرض اقتراحاته و على ضوء كل ذلك سيتم تحديد تاريخ لدورة استثنائية للمجلس الوطني، وكانت الهيئة التقنية الوطنية للتجمع قد اجتمعت خلال الأسبوع الفارط وقامت باعتماد توزيع المهام على أعضائها العشر علما بان هذه الهيئة منبثقة عن الاجتماع السابع للمجلس الوطني في دورة يوم 17 جانفي 2013. وعن ن أوضاع الحزب بعد “الهزة” التي عرفها و التي أدت إلى استقالة الأمين العام أحمد أويحيى قالت جعفر أن التجمع قد “تجاوز مرحلة التفرقة” مؤكدة بأن “أهم المشاكل والاختلافات التي كانت بين المناضلين تمت تسويتها”، وأضافت بأن هناك “توازن” في تشكيلة الهيئة التقنية الوطنية وأن “أمور الحزب تسير بشكل طبيعي و بهدوء” غير أنها أضافت بأن الجو داخل التجمع “بحاجة إلى صفاء أكثر”. وعبرت الناطقة الرسمية للحزب عن تفاؤلها بمستقبل الحزب بفضل “وجود وعي بضرورة جمع الصفوف والتجند لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد” قبل أن تشدد على أهمية الحوار والنقاش و التواصل بين مختلف الآراء لأن “القطيعة” كما قالت “لا تفيد و ليست في صالح أي أحد”، كما تحدثت أيضا عن الرهان الذي ينتظر إطارات ومناضلي الحزب “لإنجاح المؤتمر”.