بقلم: إدريس الجرماطي/ المغرب لماذا تحفر قبره؟ أتراه ميتا قبل موته؟ ... جسده مغبر ، وعلامة الغبش بادية على محياه..تخيلته ميتا.. لمن تحكي هذه الأسطورة؟ أرى في يدك فأسا يدق على جنبات قلبه؟ بل اصنع قبرا ارمي فيه جثته المحترقة، قبل أن تنفض أنفاسها رايتها ممزقة، متلاشية.. تنقش على الصخر اسمه؟ هل هو موسم حصاد؟ أم انه قضية اسمها جبل من رماد؟؟ انطفأت الشموع ، لم يحن الموسم بعد، الصخور تحمل صورهم من حديد.. الم تر أنهم لا يتنفسون؟ وصعداهم فقدت أعماقها؟ سأسكن الليل لكي لا أرى ما تصنعون... عاد “أدوني" إلى الليل، تذكر الصخور المكتوبة هناك، لم تكن تقصد نهايته، بوابة المكان ترمي به إلى عتبة الزمان، البيت المهجور، والليلة المفترسة بالأفكار. قرر أن يجيب عن أسئلته الغائبة في غياباته. لا مكان لقبري على الأرض، الأمكنة كلها ممتلئة بالوحوش الضارية، سأدفن نفسي في خلاء أفكاري، اعرف أنهم لا يهتمون بأحد، يرسمون الشموع بظنونها البداية، لكن سرعان ما تدوب في أفكارها مثلي تماما... جسدي ككرسي قديم مرمي في غرفة حرب، يلتقط فيها الأسرى ذكريات مؤسريهم، وجهي يحمل لونا آخر ، عيناي مكبلتان بالصمت ، وارتعاشة في قمة الروح، يراني الناس شبه مفقود، أردت أن ابحث عن نفسي ، اسمع صوتا فوقي يقول: اصمت يا.. انكمشت تحت خوفي ، لحسن حظي لم يسمعن احد، هذه الأحداث لن أحكيها لأحد، لأني مقبل على البحث عن مقامي في سراديب حياتي، لا أريد أن أرى جثتا تحترق فيها نفسي ، الكون متلاشي بطبيعة حاله، ربما ممزق... الصخور ستحكي قصصي للأطفال، ولكن ما ذنبهم لكي يسمعوا قصصا مرعبة؟ اسمع صوتا آخر: اصمت أنهم يروا أكبر من ذلك، الحرب، الجريمة و الكراهية... لا أريد أن أسمع أكثر من هذا، سأجيب بصراحة: لم أر أي انطفاء، الأنوار، وملابس كانت عالقة بدأت تسقط على أجساد ما.. موسم الأموات يجري وراء موسم الحصاد، السنابل تذوب في مكانها، والطفل كله أمل للعيش، قد اصنع شيئا..بحضور مراسيم الليل، ومراسيم أخرى للجوع، واكتب قصتي على الصخور، علها تنبث، كما فعل جسد “توت عن خامون" تماما يوم فكر في الرحيل.. أتمنى أن تشرق الشمس في الغد... من توقيع “أدوني" الذي هو غير موجود...