بقلم: إدريس الجرماطي الليل، السواد بدأ يعم المكان، الأفكار تتخاطف على أعماقه، إنه اللغز الذي لم يجد حلا بعد أن تصفح “غابرييل" أوراقا تحكي معنى للحياة بمنظور الآخرين ، لكنه فكر مليا أن يجد تفسيرا شخصيا للمعنى المذكور ، الأوراق مرتبة على طاولته ، تذكر انه يعرف أشخاصا وهميين يحبهم، يراسلونه يوميا عبر عالمه الخاص ، حاول تلك الليلة أن يغلق نافذة المراسلة لكي يكون التركيز على وجود معنا للكلمة التي حيرت الموجودين قبله ، تسآل: إذا ما معنى الحياة؟ مؤخرة القلم تتآكل بين أسنانه، الحياة.. الحياة، إنها الحيرة المطلقة: هل هي تلك الجثث الموضوعة على التابوت تنتظر الغوص في التراب؟؟ الليل يحكي صمته بهدوء النوافذ مغلقة على العوالم الأخرى، صاح من جديد: نعم، ماذا تنتظر تلك الجثث؟ إنها تعيش حياة أخرى تتأمل وضع الناس المترقبين لحالها ، احدهم يبكي والآخر يتوقع نفس المصير، نفس الحياة، بينما الآخرون لا يدرون ماذا حصل بالضبط ، فهم الآن يركضون يسمع صوتهم يقولون : دمروا الأعداء؟ صوبوا المسدس؟ إنها الحلقة الأخيرة؟... هل الحياة حلقة أخيرة ؟؟... قد تكون اللعبة الرسمية التي يعيشها الفرد على حساب الآخر... تذكر غابرييل أن هناك أناسا يعيشون على عتبة الاستحواذ على الأرض ، على الدنيا، على الفوضى، احدهم يصيح: أريد أن اشتري الأرض، وأعمر طويلا.. بينما الآخر: أريد أن أضع قمرا اصطناعيا في السماء يكون لي لوحدي.. الآخر ..ثم الآخر: اصنع الآلة الحادة أمزق بها جلود الأحياء، يضعون لي ألف حساب.. بكى غابرييل لأنه يبتعد عن مفهوم الحياة تسآل من جديد: ما معنى الحياة إذا؟ العاصفة في تلك الليلة تصنع ضجيجها غير المعتاد، الأشجار تتلاطم فيما بينها.. والحياة لا معنى لها بدون معنى.. يحاول غابرييل أن يجد اجوبة على هواه: الحياة هي الاجترار، إنها الحكم على احدهم بالمؤبد، إنها إغلاق النوافذ، ربما هذه الأسئلة التي لا حل لها، هي الحياة.. كلها اجوبة محيرة وعميقة، لكنها غير مقنعة ، لأنها رموز لحظة يعيشها في السؤال ، فهي بذلك قد تكون مصطنعة. قرر غابرييل أن يغادر البيت للبحث عن معنى الحياة، أراد أن يقوم من مكانه ، سقط على الأرض مغمى عليه ، دخل عوالم أخرى وجد هناك نملة تبحث عن الحياة ، أرادت في إغماء الآخر أن تجد حلا لنفسها الكئيبة على اثر السؤال ، لم تجد معنا بدون معنى، سقطت ، لم يكن سقوطها اغماءا، بل، نهاية لبداية السؤال، قام “غابرييل" من إغمائه متأكدا أن الحياة بدون معنى أفضل ، ترك السؤال في غابة الإغماء ، وصار يسأل هذه المرة: أين ذهبت النملة؟ صوت غريب : ذهبت إلى الحياة مرة أخرى.. “غابرييل" : الحياة، إغماء نملة.... شارك: * Email * Print * Facebook * * Twitter