بقلم: يوسف الأزرق/ المغرب مشهد أفقي للغربة أمام البحر النائم يجلس وحيدا و رأسه فارغ عيناه تسيل منهما قروش صاخبة لازال حائرا في أسرار قدره القريب من النهاية يستمع لصوت بعيد يهمس له:هكذا شاءت روحك المزدحمة بطوابير القلق فامسك أسرار غربتك و اتبع فوانيسك المضيئة فقريبا ستختلط بجثث ترقد في ثمالة الحجر إلى متى؟ شباك الصياد المتعب من شبق الماء مليئة بركام دموع و أسلاك ضائعة و أحلام مشوهة يرجع كما تشتهي سادية الموج خائبا و صدره تتسكع فيه دموع برية و الهدير المشقوق متسربلا بخواء الرمل لا زال يتوعده بمزيد من الخيبات كيف للبرق أن يقنع السماء بالنوم من جديد؟ أهكذا ستبدأ نوبات كثيفة من الضياع؟ يتساءل الصياد و رجله اليمنى تهرب منه لتغطس في جوف طحالب مطوقة بالريح الغادرة مسافة غير كافية في غرفة بعيدة تبكي امرأة و بجانبها قطيع من الشهوات المؤجلة تضع الليل المتكور على صدرها و ترضعه من عطرها الطافح بموسيقى "فيفالدي" في غرفة بعيدة أخرى يقطع رجل وحيد صور ألبومه الفائض بالحب و الذكريات اللذيذة و يحرقها بألم و حنين كلما تأمل روحه في المرآة تتساقط من كتفه أصداء ارتطامات صلبة و تهرب من بين أصابعه خدود كانت مشرقة بالذي كان بين الغرفتين تطير فراشات و تتلاصق لتشكل ملامح وجه الصفاء بين الغرفتين مسافة غير كافية للبوح بعزلة السرير و كتابة قصيدة عاشقة بين الغرفتين انتظارات مجنونة تجلس على كف الظل و تذوب غروب تتوارى الشمس الحمراء خجلا لتغطس في بحر يكاد يصرخ من شدة البهاء بين الأمواج الطافحة بالحزن والنشيد تتجمع نوارس أرهقها التحليق في سماء تخنق أجنحتها والمراكب البعيدة تعانق ظلالها الوفية لتتماهى مع اقتراب الليل الفائض بالهذيان والمدينة التي تراكمت على صدرها أمنياتنا الصغيرةو أحلامنا البسيطة تتأمل المكان هي المكان الذي يسائل الرمل والروح أسوارها التي كتبت أشعارها المضيئة منذ ما قبل الوجود تشعرنا بضعفنا و ضيق حياتنا للغيم يهب الغروب ملابسه وأسلحته استعدادا لشروق جديد ربما لن يأتي و الجسد الواقف أمام ذاكرته يسحب ستائر الخيال و تهرب منه أعضاءه لتمتزج مع غروب منفلت من الأرض ومعانق للبلل