توجت أشغال الندوة الوطنية لتقييم إصلاح المنظومة التربوية بمجموعة من التوصيات والتقارير رفعها الخبراء والمختصون الى الجهات المعنية بغرض وضع النظام التربوي ضمن متطلبات الجودة والشفافية والتنافسية العلمية والبيداغوجية. دعت الورشة الاولى التي عكفت على مناقشة الإصلاح وتكوين مستخدمي التربية ، الى تعميم تواجد معاهد التكوين عبر كامل التراب الوطني وتشكيل لجنة وطنية مكلفة بالتكوين للقيام بإعداد مخطط وطني خاص بهذا المجال الهام في قطاع التربية الوطنية، بالإضافة الى تشكيل لجنة وزارية دائمة ما بين وزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي تعمل على إعطاء استمرارية للعمل المنجز في مجال تكوين الأساتذة من الناحية الكمية. الاهتمام بالبعد النفسي للمدرسة الابتدائية أوصى المختصون بورشة طور التعليم الابتدائي بتفادي تكديس المعارف في هذا الطور القاعدي وتوفير مواقيت للتلاميذ تستجيب للمرحلة الحالية مع ضرورة أنسنة المدارس الخاصة بالتعليم الابتدائي وإخراجها من النمطية التي توجد عليها في الوقت الراهن، و توفير الفضاءات الخاصة بالتلاميذ والاهتمام بهم من الناحيتين النفسية والجسدية. تعميم التربية التحضيرية على كل المدارس أما بالنسبة لتوصيات ورشة التربية التحضيرية، فقد انصبت مقترحات أعضائها على وجه العموم حول تعميم تدريس التربية التحضيرية من خلال حث مدراء التربية على فتح أقسام إضافية والحفاظ على الاستقرار الفوجي مع الأخذ بعين الاعتبار المناطق النائية. كما حثت ورشة تقييم النظام التربوي على ضرورة التخفيف من وتيرة الفحوص والاختبارات لإعطاء حيز أكبر لعملية التعلم والتعليم وتكييف النظام التربوي الجزائري مع المقاييس الدولية في مجال التمدرس من خلال اعتماد 36 ساعة للتمدرس أسبوعيا، بالإضافة إلى تشكيل فريق عمل يختص في التحول من إجراءات المراقبة الى الفصل في النظامين مع ضرورة تقنين وتنظيم الدروس الخصوصية بما يحد من التأثيرات السلبية الناجمة عنها. استحداث بكالوريا مهنية و التوجه نحو التعليم الاختياري أوصى أعضاء ورشة الطور الثانوي بتشكيل لجنة مشتركة مع قطاع التكوين المهني من أجل استحداث بكالوريا مهنية بغرض تحضير التلاميذ للتوجه نحو التعليم المهني. كما أوصوا بالتوجه نحو التعليم الاختياري في مرحلة التعليم الثانوي والعمل بالبطاقة التركيبية وتنظيم اختبارات مسبقة لبعض المواد في امتحان شهادة البكالوريا وإلغاء العمل بموضوعين اختياريين إضافة الى إعادة النظر في طبيعة مواضيع هذا الامتحان. من جانبهم، دعا المشاركون في ورشة الطور الإلزامي وبرامج الجيل الثاني من جهتهم الى متابعة تكوين الأساتذة في الطور الإلزامي وإعادة فتح معاهد التكوين للسهر على حسن اختيار المكونين مع إدراج مقياس أخلاقيات المهنة ورفض الدروس الخصوصية من خلال تأسيس مجلس أخلاقيات المهنة. وبالنسبة للتوصيات المنبثقة عن ورشة التوجيه المدرسي، فقد تمحورت في مجملها حول إدراج مادة الإرشاد والتوجيه المدرسي في الطورين المتوسط والثانوي مع إعادة النظر في مقاييس توجيه التلاميذ في مختلف الشعب. و اقترحت الورشة الخاصة بالتربية والمواطنة ومحيط التلميذ بدورها بضرورة توظيف أخصائيين نفسانيين على مستوى كل المؤسسات التعليمية مع تفعيل وتنشيط النوادي الثقافية والعلمية والرياضية. كما تم اقتراح توفير ميزانية خاصة بالصحة المدرسية وإدراج مواد تعليمية تخص المواطنة من خلال تنصيب لجنة على المستوى المركزي والمحلي تتكفل بالموضوع مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار محيط التلميذ والمؤسسة التربوية. ركزت توصيات الورشة المتعلقة بالتربية المتخصصة من جانبها على إيلاء الأهمية لمختلف شرائح ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال المقيمين في المستشفيات من خلال تعميم الأقسام المفتوحة بالمؤسسات الاستشفائية عبر كامل التراب الوطني، و إيجاد تدابير وإجراءات قانونية متعلقة بالتعليم المتخصص مع وضع جهاز خاص بالمعطيات الخاصة بالتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة بالتنسيق بين وزارتي التربية والوطنية والتضامن الوطني. وأوصت الورشة الخاصة بالمنظومة التربوية والتفتيش بالتكفل بالجانبين المادي والاجتماعي لفئة المفتشين من خلال إعادة النظر في تصنيف هؤلاء لتمكينهم من أداء مهامهم على أحسن وجه. كما دعت الورشة الى إصدار قرار ينص صراحة على المهام الموكلة الى وظيفة التفتيش وإعداد مرجعية للكفاءات المهنية للمفتشين وإعادة النظر في شروط الترقية من جانبها أكدت وزيرة التربية نورية بن غبريط على ضرورة تجسيد التوصيات التي خرج بها المشاركون في الندوة الوطنية لتقييم إصلاح المنظومة التربية، و أكدت على ضرورة اهتمام المفتشية العامة للبيداغوجية بالتهاون مع مديرية التقويم بإعداد تقارير سنوية لرصد مدى تطبيق هذه التوصيات. فاطمة شريفي Share 0 Tweet 0 Share 0 Share 0