قامت السلطات المغربية بطرد المناضلة الصحراوية من أجل حقوق الإنسان «أميناتو حيدر» نحو جزيرة «لانثاروتي» (أرخبيل إسباني لجزر الكناري)، حسبما علم من مصادر دبلوماسية صحراوية، وأشار الوزير الصحراوي للشؤون الخارجية «محمد ولد السالك» الذي وصف القرار ب "سلوك خطير" إلى أن «حيدر» رفضت عند وصولها إلى مطار جزيرة «لانثاروتي» النزول من الطائرة احتجاجا على هذا القرار المنافي للقانون الإنساني الدولي، وطلب «ولد السالك» من إسبانيا تحمل كل مسؤولياتها، مذكرا في هذا الصدد بأنه لا يمكن لأي بلد أن يستقبل مطرودا من دون موافقته المسبقة، وصرّح في هذا الشأن "إننا ندين بشدة تواطؤ إسبانيا مع السلطات المغربية في حال ما إذا وافقت على استقبال حيدر على أراضيها"، وقد تم توقيف المناضلة الصحراوية المعروفة من أجل حقوق الإنسان يوم الجمعة بمطار العيون العاصمة الصحراوية المحتلة رفقة صحفيين إثنين إسبانيين أحرار وهما «بيدرو بارباديلو» و«بيدرو غيان» اللذين كانا يرافقانها عند عودتها من نيويورك حيث تسلمت "جائزة الشجاعة المدنية" التي منحت لها من قبل مؤسسة «جون-تراين» ل "مقاومتها السلمية بالصحراء الغربية"، وللإشارة فإن «حيدر» البالغة 42 سنة والمسماة ب " غاندي الصحراوية" تعتبر إحدى أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية وهي معروفة بحملتها الشجاعة من أجل تقرير مصير الصحراء الغربيةالمحتلة من طرف المغرب وضد الاختفاءات الجبرية والتجاوزات التي يتعرض لها سجناء الرأي، وتعد هذه المناضلة وهي أم لطفلين ومتحصلة على شهادة البكالوريا في الأدب المعاصر من ضمن المتظاهرين السلميين ال700 الذين تم توقيفهم بسبب مشاركتهم في تجمع يدعو إلى تنظيم استفتاء حول تقرير المصير. بعد ذلك اختفت هذه الناشطة دون أية تهمة ودون محاكمة حيث تم سجنها لمدة 4 سنوات بعدة مراكز اعتقال سرية حيث تعرضت رفقة 17 امرأة أخرى إلى التعذيب، ومنذئذ جابت «حيدر» العالم من أجل تحسيس الرأي الدولي حول الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية والدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، كما أن هذه الناشطة الحائزة على عدة جوائز دولية تحصلت على جائزة «روبير ف. كيندي 2008 لحقوق الإنسان» وجائزة «سيلفر روز» (النمسا 2007) وجائزة «خوان ماريا باندريس هيومان ريغتس» (إسبانيا 2006) وجائزة «أندري سخاروف» لحقوق الإنسان. وللتذكير، فإن اعتقال «حيدر» يأتي ليضاف إلى ذلك الذي تم مؤخرا في حق سبعة مناضلين صحراويين وتشير رئيسة التحالف الكناري إلى أن هذا الاعتقال الجديد يندرج في إطار حملة آلية للمغرب ترمي إلى القضاء على الحركة التي تكافح يوميا من اجل استقلال الشعب الصحراوي، ومن جانب آخر قامت الشرطة المغربية يوم الجمعة بإطلاق سراح الصحفيين الإسبانيين اللذين كانا يرافقان «حيدر» في إطار تحقيق حول مسارها النضالي والتحقا فيما بعد ب«لاس بالماس» (أرخبيل جزر الكناري)، وفي هذا الصدد صرح الصحفي «بيدرو قيلان» لإذاعة «كادينا سار» أن "عملية اعتقالنا على يد السلطات المغربية كان بكل بساطة عملية من عمليات التعتيم لمنعنا من تصوير اعتقال حيدر"، وأضاف يقول أنه "قد تم اعتقالنا لدى وصولنا إلى مطار العيونالمحتلة وهي الطريقة المثلى لإبعاد الصحفيين عما سيقع فيما بعد وهو اعتقال اميناتو حيدر وهي الذريعة المناسبة حتى لا تكون هناك أي صور لعملية الاعتقال". الحكومة الصحراوية تدين.. من جهتها، أدانت الحكومة الصحراوية بشدة الاعتقال التعسفي والترحيل القسري الذين تعرضت لهما الناشطة الحقوقية الصحراوية «أميناتو حيدر» لدى وصولها إلى مطار العيون عاصمة الصحراء الغربيةالمحتلة، واعتبرت الحكومة الصحراوية في بيان لها أن هذه الأعمال تمثل "انتهاكا صارخا لمقتضيات القانون الدولي والحقوق والحريات الأساسية للإنسان مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والتضامن مع هذه المواطنة الصحراوية حتى تتمكن من الدخول إلى ترابها الوطني و لقاء أهلها و ذويها معززة مكرمة متمتعة بحقها في حرية التنقل والتعبير، وأجبرت السلطات المغربية الناشطة الحقوقية المعتقلة على الركوب عنوة في طائرة متوجهة إلى "لانثاروتي" في جزر الكناري الإسبانية، وقررت الناشطة الحقوقية الاعتصام بمطار "لانثاروتي" إصرارا على العودة إلى مدينة العيون ولقاء عائلتها والتمتع بحرية التنقل والسفر والزيارة من وإلى بلادها الصحراء الغربية. حزب إسباني يطالب بإطلاق سراحها.. طالب تحالف جزر الكناري بالإطلاق الفوري لسراح المناضلة الصحراوية لحقوق الإنسان «اميناتو حيدر» التي اعتقلتها السلطات المغربية يوم الجمعة في مطار العيون العاصمة المحتلة للصحراء الغربية، وأكدت رئيسة تحالف جزر الكناري «كلودينا موراليس» أن اعتقال رئيسة المجموعة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان «أميناتو حيدر» يعد مرة أخرى احتقار للشرعية الدولية والحقوق الأساسية من قبل السلطات المغربية.