أدانت الحكومة الصحراوية اعتقال السلطات المغربية الناشطة الحقوقية الصحراوية أمنتو حيدر، وترحيلها بشكل قسري، واصفة ذلك بالمنافي لمقتضيات القانون الدولي وحقوق الإنسان، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل. أكدت الحكومة الصحراوية في بيان لها أن الاعتقال التعسفي الذي قامت به السلطات المغربية للناشطة الحقوقية الصحراوي أمنتو حيدر، وترحيلها بشكل قسري إلى جزر الكناري الاسبانية، » تمثل انتهاكا صارخا لمقتضيات القانون الدولي و الحقوق و الحريات الأساسية للإنسان«، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والتضامن مع هذه المواطنة الصحراوية حتى تتمكن من الدخول إلى ترابها الوطني ولقاء أهلها و ذويها معززة مكرمة متمتعة بحقها في حرية التنقل والتعبير، ووصف وزير للشؤون الخارجية الصحراوي، محمد ولد السالك القرار ب »السلوك الخطير«، وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن حيدر رفضت عند وصولها إلى مطار جزيرة لنثاروتي النزول من الطائرة احتجاجا على هذا القرار المنافي للقانون الإنساني الدولي، و طلب ولد السالك من إسبانيا تحمل كل مسؤولياتها، مذكرا في هذا الصدد بأنه لا يمكن لأي بلد أن يستقبل مطرودا من دون موافقته المسبقة وصرح في هذا الشأن »إننا ندين بشدة تواطؤ إسبانيا مع السلطات المغربية في حال ما إذا وافقت على استقبال حيدر على أراضيها« و كانت السلطات المغربية قد اعتقلت الجمعة الفارط الناشطة الحقوقية الصحراوية أمنتو حيدر لدى وصولها إلى مطار العيون بعد عودتها من رحلة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية أين استلمت جائزة الشجاعة المدنية لدفاعها عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وأجبرت السلطات المغربية الناشطة الحقوقية المعتقلة على الركوب عنوة في طائرة متوجهة إلى »لانثاروتي« في جزر الكناري الإسبانية، وقررت الناشطة الحقوقية الاعتصام بمطار »لانثاروتي« إصرارا على العودة إلى مدينة العيون و لقاء عائلتها و التمتع بحرية التنقل و السفر و الزيارة من وإلى بلادها الصحراء الغربية. وكانت المناضلة الصحراوية رفقة صحفيين اثنين إسبانيين و هما بيدرو بارباديلو و بيدرو غيان اللذين كانا يرافقانها عند عودتها من نيويورك ، مع الإشارة أيضا إلى أن المناضلة حيدر البالغة 42 سنة والمسماة ب »غاندي الصحراوية"«،تعتبر إحدى أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية وهي معروفة بحملتها الشجاعة من أجل تقرير مصير الصحراء الغربيةالمحتلة من طرف المغرب وضد الاختفاءات الجبرية و التجاوزات التي يتعرض لها سجناء الرأي وتعد هذه المناضلة من ضمن المتظاهرين السلميين ال 700 الذين تم توقيفهم بسبب مشاركتهم في تجمع يدعو إلى تنظيم استفتاء حول تقرير المصير، بعد ذلك اختفت هذه الناشطة دون أية تهمة و دون محاكمة حيث تم سجنها لمدة أربع سنوات بعدة مراكز اعتقال سرية حيث تعرضت رفقة 17 امرأة أخرى إلى التعذيب، و بعدها طافت حيدر العالم من أجل تحسيس الراي الدولي حول الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية والدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، يذكر أيضا أن هذه النشطة الحقوقية الصحراوية تحصلت على العديد من الجوائز الدولية منها جائزة روبير ف. كيندي 2008 لحقوق الإنسان وجائزة سيلفر روز )النمسا 2007( و جائزة خوان ماريا باندريس هيومان ريغتس باسبانيا سنة 2006 وجائزة أندري سخاروف لحقوق الإنسان. ومن جهة أخرى تظاهر عدة آلاف من الأشخاص أول أمس السبت بمدريد من اجل حرية و استقلال الشعب الصحراوي و كذا من اجل وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها المغرب ضد السكان المدنيين في الأراضي الصحراوية المحتلة، وقد تميزت المظاهرة التي دعت إليها التنسيقية الإسبانية للجمعيات المتضامنة مع الشعب الصحراوي وعديد الجمعيات المساندة لعدالة القضية الصحراوية بحضور قادة و ممثلي أحزاب سياسية و نقابات ومن عالم الثقافة. وشهدت العاصمة الفرنسية باريس تجمعا للتضامن مع الشعب الصحراوي و الدفاع عن حقوق الإنسان بالأراضي المحتلة بمبادرة من العديد من المنظمات غير الحكومية الفرنسية، ويهدف هذا التجمع حسب إلى إخطار الرأي العام الفرنسي بحقيقة الوضع بالأراضي الصحراوية، حسب المؤطرين لهذه المبادرة الذين أضافوا أيضا أن الجمعيات التي استجابت للنداء تسعى إلى شد انتباه الحكومة الفرنسية من أجل أن تكف عن مساندتها غير المشروطة للمغرب.