نظّمت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث يوم الأربعاء المنصرم محاضرة للروائي «يوسف زيدان»، مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية تحت عنوان "التراث العربي في ظل الطفرة التكنولوجية"، تحدث فيها «زيدان» عن التراث وضدية التطور التي تأخر عنها. أوضح «زيدان» في مداخلته خلال المحاضرة أن سبب تهديد الطفرة المعلوماتية للحضارة العربية أن هذه الأخيرة تقوم على التدوين والكتابة، وفي عالم المخطوطات فإن الأقدم هو الأقيم، بينما في عالم التكنولوجيا الأحدث هو الأهم، وتزداد خطورة الأمر لأننا نعيش في خلفية هذا التقدم التكنولوجي، فلا نبدع فيه كما تفعل الدول المتقدمة، وتتفاوت الدول العربية في مستوى الاستفادة من المنتج المعلوماتي، ولكن يظل التأخر سمة غالبة عليها جميعاً فيما يخص صناعة التكنولوجيا الإلكترونية، وأضاف «زيدان» أن هذا التحوّل يضرب النظم الثقافية وحتى الاجتماعية والعلمية في الصميم، فلا داعي لكي يكد الشباب في تحصيل العلم، حيث أصبحت هناك محركات بحث إلكترونية، وأشار إلى أننا نعيش حالة جهل متنام بتراثنا العربي وعدم معرفتنا بعدد المخطوطات العربية ووجود أكثر من نصفها في خزانات مُغلقة، بينما فرنسا إذا ما ظهر مخطوط غير منشور تحدث ضجة، يقول «زيدان» "لدينا من 5 إلى 7 بالمائة من مجموع المخطوطات العربية فقط منشور، ولذلك فإن دول عربية كثيرة لم تستطع نشر كتاب «مسالك الأبصار في ممالك الأنصار» كاملاً ل«ابن فضل العمري»، وهذا لا ينفي قدرتنا على التحقيق والنشر"، ويضيف أن هناك متون كبرى في الأدب العربي غير محققة مثل "الفتوحات المكية" ل«ابن عربي»، وقال «زيدان» إن المسألة لا تتعلق بحرب مؤقتة أو بأزمة عالمية، بل ببنية الوجود العربي أو في الثقافة العربية في مقابل الثقافة الغربية، وفي مداخلة ذهبت إلى أن مفهوم التراث العربي أوسع من المخطوطات نفسها، قال الروائي إن التراث هو ما تركه السابقون للاحقين، ويعتبر الاهتمام بالمخطوطات أبرز ما في التراث، وطالب «زيدان» بضرورة فهرسة المخطوطات والاعتماد على المواقع الإلكترونية في سبيل إنجاز هذا.