أعلن رئيس اللجنة العليا للمعرض الدولي للكتاب بليبيا «محمد بعيو» أن بلاده قرّرت التّقليص من حجم الرقابة المفروضة على الكتب في المعرض الذي ستتواصل فعالياته إلى غاية ال22 من الشهر الجاري بالعاصمة طرابلس ومدينة بنغازي، مشيرا إلى أن سيف «الإسلام القذافي» أبدى ميلا واضحا لفتح المجال أمام الحريات. أكّد «بعيو» أن «سيف الإسلام»، نجل الزعيم الليبي «معمر القذافي» أبدى ميلا واضحا لمنح المعرض نفَسًا من الحرية، ملحّا على أن ذلك كان وراء إلغاء الرقابة على ما يقارب 50 مؤلفا، وقال المتحدث إنه كانت هناك قيود في السابق على بعض المؤلفات التي تتحامل على التاريخ الليبي وتربط رموز الجهاد بالحركة السنوسية -في إشارة إلى كتاب الداعية «علي الصلابي»- مؤكداً أن 25 مؤلفا له معروضة اليوم بما فيها كتابه حول السنوسية، وكانت تقارير صحفية تحدثت عن منع كتب ل«الصلابي»، أبرزها كتاب يتناول الحركة السنوسية المنتمي إليها الملك «إدريس السنوسي» الذي أطاح به العقيد «معمر القذافي» سنة 1969، ولفت «بعيو» إلى أن كثيراً من الليبيين والمثقفين لا يقبلون أفكار «الصلابي» بسهولة، مشدداً على أن إدارة المعرض تحرص على تضييق قاعدة المنع وتوسيع أرضية المنح والإذن بتداول جميع المطبوعات، واعتبر رئيس اللجنة العليا للمعرض أن قرار رفع الرقابة يلتقي أيضاً مع ممارسات وتوجهات الدولة في الحد من الرقابة وتوسيع دائرة الاطلاع والمعرفة، مع التمسك بالثوابت والقيم، رافضاً ما سماه التطاول على الاستقرار الاجتماعي، وأوضح أن ليبيا تشهد حراكاً سياسياً في اتجاه مصالحة كل الأطياف لتأكيد اللحمة الوطنية وترسيخ السلم الاجتماعي باعتبار أنه لم يعد ممكنا إقصاء أحد إلا من يودّ إقصاء ذاته، كما أنه ليس بالإمكان النظر إلى التاريخ من زاوية واحدة، ونفى أن يكون الضغط الإعلامي وراء القرار، مؤكداً احتكام الإدارة إلى المهنية، مؤكدا أن معرض ليبيا من أكثر المعارض حرية، وكشف مسؤولون عن الإفراج عن كتب الروائي الليبي «محمد الأصفر» بعد منعها سابقا، إلى جانب بعض الكتب التي تتحدث عن المذهب الإباضي، وقال مسؤولون في إدارة الرقابة على المطبوعات إن الإدارة أصدرت تعليمات إلى دور النشر المشاركة في المعرض لعرض الكتب المحظورة، مؤكدين أنه لا مبرر لحجب كتب دينية ذات قيمة علمية، كما أكد مندوب دار نشر «ابن الجوزي» المصرية «أيمن السقة» تلقيه إذن عرض كتب «علي الصلابي»، مؤكداً أن الكتب معروضة حاليا بلا مشاكل، ومن جهته رحّب مندوب دار «ابن كثير» السورية «عبد السلام قدور» برفع الرقابة عن المطبوعات ذات التوجهات الدينية والتاريخية، داعياً المعارض العربية إلى اتخاذ مثل هذه الخطوة، بينما قال الكاتب الليبي «أحمد الفيتوري» إن أسعار المعروضات صورة أخرى لممارسة الحظر، في إشارة إلى استحالة الحصول عليها.