في تصعيد جديد للأزمة بين ليبيا وسويسرا، في أعقاب قيام السلطات السويسرية باعتقال الابن ''الأصغر'' للرئيس الليبي معمر القذافي، قررت المؤسسة الوطنية الليبية للنقل البحري الخميس، قطع إمدادات النفط عن سويسرا. وقالت المؤسسة الليبية، في بيان مشترك مع الشركة الليبية للموانئ، إنهما قررتا وقف إمداد سويسرا بالنفط، كما سيتم منع السفن التي ترفع العلم السويسري من دخول الموانئ الليبية وتفريغ حمولتها فيها، كما هددتا بمزيد من ''الإجراءات العقابية.'' جاء هذا القرار في الوقت الذي يواصل فيه وفد دبلوماسي سويسري مباحثاته مع المسؤولين في طرابلس، بهدف تهدئة ''التوتر'' بين البلدين، والذي تفجر بعد اعتقال شرطة جنيف حنبعل القذافي وزوجته، الأسبوع الماضي، بتهمة اثنين من خدمه، وهما امرأة تونسية ورجل مغربي، واستمر احتجاز القذافي ''الابن'' وزوجته لمدة يومين، قبل أن يتم إخلاء سبيلهما بكفالة مالية بلغت قيمتها نصف مليون فرنك سويسري ما يعادل 5,312 ألف يورو. وحسبما جاء على موقع ''سويس إنفو''، يعتبر حنبعل ''مستشار'' المؤسسة الوطنية العامة للنقل البحري، التي تحتكر نقل منتجات الطاقة الليبية، ويتشكل أسطولها من عشر سفن لنقل النفط من الموانئ الليبية إلى جنوب وشمال أوروبا. واتخذت طرابلس عدداً من ''الإجراءات العقابية'' تجاه برن، منذ تفجر الأزمة، من بينها استدعاء السفير الليبي من برن، كما أوقفت منح تأشيرات للمواطنين السويسريين لدخول ليبيا، حسبما أكد الناطق باسم وزارة الخارجية السويسرية، جان فيليب جانير، وقالت الخارجية السويسرية، في بيان، إن ليبيا ''استدعت عدداً من دبلوماسييها لدى برن، وأوقفت إصدار تأشيرات دخول لسويسريين، وهي تحتجز مواطنين سويسريين بتهم عدة، كما أن شركات سويسرية في ليبيا تلقت أوامر بالإغلاق، وأن مكاتب بعضها أقفل بالفعل.'' وأكدت وسائل إعلام سويسرية أن السلطات الليبية احتجزت السبت الماضي، مواطنين سويسريين، فضلاً عن تقليص عدد الرحلات الجوية بين البلدين، فيما أغلقت مكاتب بعض الشركات السويسرية في ليبيا، ووجه إلى بعضها تهديد بالإغلاق، وتزامناً مع وصول وفد سويسري، برئاسة السفير بيير هيلغ، إلى العاصمة الليبية ، في محاولة لنزع فتيل الأزمة، نظمت جماعة ليبية تظاهرة احتجاجية أمام السفارة السويسرية في طرابلس، طالبت فيها السلطات السويسرية بالاعتذار عما اعتبرته ''جريمة نكراء''، ورداً على القرار الليبي بقطع النفط عن سويسرا، قلل خبراء سويسريين في مجال الطاقة من أهمية الإجراء، الذي وصفوه بأنه ''خطوة عديمة الجدوى''، مشيرين إلى أن سويسرا تمتلك مخزوناً كافياً، ومصادر أخرى للطاقة، ولكن مصادر ليبية أشارت إلى أن ''الإجراءات العقابية'' الأخرى، التي قد تلجأ إليها طرابلس، في حالة عدم تسوية الأزمة بتقديم ''اعتذار'' لنجل القذافي، قد تتضمن سحب الودائع الليبية من البنوك السويسرية، وقطع العلاقات الدبلوماسية، وكذلك طرد الشركات السويسرية ومنعها من العمل في ليبيا. لإغلاق الملفات مع أمريكا ..طرابلس تشترط تعويض ضحايا غارات 1986 أعلن سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي ان بلاده لن تغلق الملفات العالقة بينها وبين الولاياتالمتحدة ما لم تعوض الليبيين ضحايا الغارات الأمريكية في العام ,1986 وتطالب طرابلس بتعويضات لضحايا الغارات الأمريكية على طرابلس وبنغازي في 16 افريل 1986 والتي أوقعت 41 قتيلا و226 جريحا، وقال سيف الإسلام رئيس ''مؤسسة القذافي للتنمية'' في لقاء مع فاعليات ان ''أميركا طلبت تصفية كافة الملفات العالقة بين البلدين ولكن بدون تعويض الليبيين الذين ماتوا في الغارة'' نافيا إمكان ''قفل هذه الملفات'' من دون تعويضات من جانب الأمريكيين، وأوضح ان ''تلك الملفات تشمل عشرات القضايا المتعلقة بالأعمال الاستخباراتية والمواجهة بين البلدين خلال السنوات الماضية''.